توطئة

صفحة: 22

توظيـف التناص كوسـيلة فنية يعني أيضا ، التخفيف مـن الغنائية عند درويش ، ذلـك أن التناص هو تعبير غير مبـا › عن الحدث ، كما أن ا › حالت إ › نصوص ف معظمهـا نثرية ( ع › نوعية ) يسـهم ف تخفيف الخطاب المبـا ،› إذ إن مثل هذه التناصات بحاجة إ › سيرورات قراءة متعاقبة للوصول إ › المعنى الدبي . يبـدو أن اللجـوء إلى الرمز الدينـي يقيم ع › قات حوارية مع القـارئ؛ لن النص الديني في مجمله بنية أساسية في ثقافة القارئ العربي ، ومن ثم يستطيع الشاعر من خ › ل التناص الديني أن يقدم رسـالته بصـورة أفضل؛ لنه ينطلق من قاعدة مشتركة بينه وبين القارىء . وظف درويش الرموز الدينية في نصه الشعري من الديان الث › ثة . يبرر ذلك بأنها كلها قامت في ب › ده ، وقد روت جميع الحضارات التي مرت بب › ده ، فالمسـيح هو مواطن فلسـطيني في نظره أول . أما من ناحيـة التعامل مع الرموز فإنه يرى أن تعامله مع الرموز المسيحية واليهودية أكثر حرا من تعامله مع الرموز ا › س › مية؛ لن ا › س › م الرسمي هو حتمي؛ فا › س › م ل يسمح بع › قة حرة تجاه النبياء . كما أنه استطاع منذ بداياته أن يقرأ المزامير ونشيد ا › نشاد وسفر الخروج وسفر التكوين باللغة العبرية ومترجمة ، فكانت رافدا لثقافته . أما بالنسبة ل › سطورة فقد نجح ف توظيفها بشكل عام ، لكنها لم تشكل أساسا ف نسـيج القصيدة ، خصوصا ف المرحلة الو › من شعره ، إذ جاء التناص السطوري مركبـا واحـدا من مركبات القصيـدة ، ولم يكن المحور السـا › الذي تتحرك من خ › له السـطورة . يؤكد ذلك إذا ما استعرضنا الرموز السطورية ف هذه المرحلة ، فقد وظف تموز وعوليس ، وطروادة والسندباد . كما يبدو أن القاسم المش › ك الذي يجمع بين هذه الساطير ف بنيتها الدللية العميقة هو البعث والنفي والفقد . يمكـن القول إن توظيف التناص السـطوري ف المرحلة الو ،› وف بعض الحيان ف المرحلـة الثانية ، هو توظيف بسـيط ، ومع التطور الفقي لتوظيف السـطورة ف شـعر درويش ن › حظ تطورا عموديا للتناص السـطوري ، خصوصا ف المرحلة الثالثة . ي › حظ كذلك أن درويش اهتم ف هذه المرحلة بالتناص السـطوري المتعلق بالمـرأة . يؤكـد ذلك الذاتية مـن جهة ومفهـوم المومة من جهة أخـرى ، ومفهوم

السابق:  |  التالي