|
|
المكان : واحة ف طرف الصحراء الغربي أقفر كل ما حولها الزمان : قبل قرن أو ما يقارب ذلك ، ثم عل مدى عقود تالية . الوقت ليل . عل طرف الواحة ، وف أحضان نخلة حانية ، تنتصب خيمة ، ل هي كبيرة ول صغيرة ، فيها كثير من الثقوب ، الرياح تلعب بهذه الخيمة فينكشف بابها أحيانا . ف الركــن الجنوبي موقد ، وعليه قدر تغ ،› يخيل لمن يســمع صوت الماء الغا › أن ف القدر طعاما يطبخ . حاتم الطائي يجلس ف وسط الخيمة ، أمام موقد آخر خبت ناره أو تكاد "ماويــة" زوجة حاتم تجلس ف الطرف الشما › للخيمة ، وأبناؤها الربعة يتكومون أمامها ف شبه إغفاء . بين الفينة والخرى تقوم ماويه من مكانها إل القدر ، وكأنها تتفقد ما فيه ، ثــم ل تلبث أن تعود إل حيث ينام أطفالها ، وبوادر من الدموع ف عينيها . حاتم يبدو شيخا هرما ، لحيته كثة بيضاء ، وشارباه ينعقدان حول لحيته ف استدارة عجيبة ، يلف رأسه بكوفية دون عقال . أما ماويه فهي تبدو أصغر سنا تتفجرأنوثة وخصبا ، ردفاها متكوران ، وساقاها منسحبان كغصني نخلة . الراوية ( متوجها إ › الجمهور ) : هذا الرجل الذي يجلس أمامكم ، قرب الموقد ، هو حاتم الطائي ، كم تقدرون عمره ! ؟ أظــن أن أحدا منكم لن يق...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|