|
|
ا › نســان منذ فجر تاريخه كان لصيقا بتغريد الطيور وخرير الماء وحفيف ا › شجار . والمرجح أنه كان يأنس بما تهمس به الريح لغدائر العشــب وأماليد الزهر وخصور نباتات القصــب ، وأنه كان يهفــو إ › محاكاة أصوات ونأمات ووشوشات تناهت إ › سمعه فأحبها . والبيئة التي تحكمت خ › ل مختلف العصور بروح ا › لحان وطابع توليفها › كل تجمع إنساني ، حددت أيضا لناس هذه التجمع ، › مراحل معينة وأماكن بذاتها ، أنواع آلتهم اللحنية ، وهدتهم إ › مصادرها وأسلوب صنعها وطرائق تطويرها ، ليبقى أداؤها جزءا من المحيط . وتفصي › لبعد الناحية وظ ›› › لوان المكان › لوحته الطبيعية العامة . وقد يصح ا › ستنتاج أن ا › نســان › أول أمره قد › حظ هفيف الهواء يصفر › أعواد القصب الجافة ، فاقتطع له منها قصبة نفخ فيها ، ثــم عالجها بالتقصير وا › ضافة ، وإحداث فيها مــن الثقوب ما هيأهــا ل › جيع أصوات بعينها ، وترديد أنغام اطمأن إليها وحرص ع › تقليدها . وليس من البعيــد أن تكون تلك القصبــة هي أول آلة موسيقية صنعها ا › نسان ، وأن يكون من صلبها تحدرت س ›› ت ا › راغيل والشابات ومن حنجرتها الذهبية إنساب عهد النفخ › القرون والمزامير وا › بواق ...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|