توطئة

صفحة: 28

قل تكرارها ف المرحلة الثالثة . يدل هذا التحول عل تطور مسـيرة درويش الشعرية . كان الصمـود والتضحيـة والفـداء بمعناه الحـ ،› من ميزة بدايـات درويش ، لكن هـذا المفهوم تغير ف المرحلة الثالثة بعد التسـعينات ، ولم يعد الشـاعر أسـير الفعل ورد الفعـل ف اللحظة الراهنة ، بل تجـاوز ذلك إ › موضعة قضيته وجرحه ف حركة التاريخ مست › فا إياها . من ناحية أخرى ، نرى ظهور موتيفات جديدة ف المرحلة الثالثة مثل موتيف الغياب ، والفراشـة . وللغياب دللتان أساسيتان ف شعر درويش : حسية ومعنوية . وقد يكون من الموتيفات المصاحبة لموتيف الموت السا › ف شعره . والغياب يمثل حركة الحضور والعدم ، ا › بقاء وا › قصاء؛ وهو هاجس ألح عل درويش ف المرحلة الخيرة . أما موتيف الفراشـة فقد يـدل أيضا عل الت ›› والتفاني؛ فهذا الجسـد الهش › عان ما يزول ويغيـب . ومن هذا المنظور تتعالق دللته بدللة موتيف الغياب . وتؤكد اللتفات نحو الذاتية . يمكن القول إن التحول الذي طرأ عل شـعر محمود درويش يمثل النتقال من رؤية الحـدث إ › أثر الحـدث ، ومن التفاعل المـادي مع الفعل إ › اسـت › افه وتأمله ، ومن الحضور إ › الغياب . قد يكون ذلك تطورا أساسـيا عند كل شاعر كبير . لكن درويش مـزج بـين الخاص والعام؛ بـين جرحه وجرح شـعبه؛ بين موته الذاتـي وبين موت شـعبه . وكان ال › اع بين اليديولوجي والجما › هو شـغله الشاغل؛ أي كيف يوازن بين معطيات القصيدة الحا › ة ف المكان والزمان ، وبين تحويلها إ › م › وع جما › يتقدم فيها الفني ، ويتوارى فيها الني الشفاف من الواقع . لـم أثبت الموتيفات الم › ادفة معنى ف المعجم ، لنها لم تكن حا › ة بالوتيرة نفسـها ، كمـا أن الموتيف يفقد خاصيته التي تنطلـق من تكرار لفظ بعينه . من بين الموتيفات التـي نجد لهـا مرادفات الحمام ، فدرويـش يذكر أيضا ف مواطن عـدة لفظ اليمام . وكذلك المر بالنسـبة للحصان ، فهناك العديد من المواطن التي يوظف فيها الشـاعر الخيل والفرس . أوردنـا الموتيف ف المعجم بحسـب وروده تعاقبيـا ف المجموعات الشـعرية بدءا من عصافير ب › أجنحة ، ، 1960 إ › مجموعة › أريد لهذه القصيدة أن تنتهي ، . 2009

السابق:  |  التالي