توطئة

صفحة: 27

تجربته الشعرية . لم أثبت الشخصيات الدبية والتاريخية والدينية ، لنها انح › ت معظمها ف قصيدة واحدة ، ولم يكن لها حضور كمي ومن السـهل للقارىء أن يلجأ إليها ، لنها غالبا ما تصدرت عناوين القصائد مثل "رحلة المتنبي إ › م ، " › "أنا يوسف يا أبي . " كما أن تناص العلم ف شـعر درويش لم يكن ف كثير من القصائد محورا أساسـيا ، بل جزءا من تشكلها . اسـتطاع درويـش خ › ل نصف قرن إبـداع معجمه الخاص برمـوزه وموتيفاته ، أو مـا يمكن أن نطلق عليه الرموز الذاتية ، وهي الرموز التي شـكلت جانبا من طفولته كالبـ › مث ،› أو القهوة ، الذي يتكرر ف مواطن عدة من شـعره ، بحيث تكاد تشـكل الرمـوز الذاتية هوية وبصمة درويش الشـعرية ، با › ضافة إ › رمـز الريح ، الحمام ، اللوز ، والحصان ، وغيرها من الرموز التي شكلت جزءا من تجربته . فهو من الشعراء العرب الق › ئل _ إ › جانب السـياب _ الذين جعلوا مـن موتيف الموت محورا هاما ف تجربتهم الشـعرية . وقد استطعت توثيق 50 لفظا محوريا من شعر درويش ، أعتقد أنها تشكل مسيرته الشعرية منذ بدايتها حتى وفاته . إذا أمعنا النظر ف تكرار الموتيفات ف شـعر درويش ف › بد أن يتضح لنا أن موتيف الموت هو أكثرها ورودا . فله الحضور الك › ف جميع مراحل درويش الشعرية ، وثمة فارق كبير بينه وبين سائر الموتيفات كميا . يبدو لنا أن السياق الخارجي للشاعر ، وما مر به من عدة تجارب مع الموت قد انعكسـت بشـكل ج › ف شعره ، إضافة إ › ع › قة موتيف الموت بالتجربة الجماعية ، التي مثلها درويش . يتلـو هـذا الموتيف ف ال › تيب موتيـف الرض ثم السـم ثم البحر ثـم الذاكرة . هذه الموتيفات الخمسـة أكثـر الموتيفات تكرارا لـدى درويش . ويبدو المـر واضحا ، لن الرض محور ال › اع ، أما السم والذاكرة فهما عن › ان أساسيان ف تشكيل الهوية . أما البحر فهو انعكاس لتجربة السـفر والرحيل والمنفى لدى الشاعر . وهذه الدللت تنتظـم تقريبا جميع الموتيفات . فلـكل موتيف هناك موتيفـات مرادفة مثل موتيف الرض ، الذي يصاحبه موتيف الوطن والبلد . هنـاك بعض الموتيفات التي برزت ف المرحلة الو › والثانية ، مثل موتيف الصليب ، ثم

السابق:  |  التالي