|
|
صفحة: 15
القص › بالمسـتوى الذي طورته اللهجات العامية . فمع أن القرآن والحديث وكبار الكتاب القدامـى أوردوا مواقف قصصية كثيرة جدا ، كمـا أن الدب العربي ف الع › العبا › قدم أنواعا قصصيـة مختلفة كقصص النبياء والنوادر المختلفـة ف مجموعات الدب والمقامات الو › إلخ .... إل أن لغة الدب الرسمي ، المع › ف به ، بدأت تتحول شيئا فشيئا إ › لغة متكلفة تكثر فيها المحسـنات اللفظيـة ال › وظيفية . وهكـذا نجد أدباء العصور الوسـطى المتأخرة يكفـون عـن الهتمام بالقصة ، وتكاد تخلـو كتابتهم من العنا › اللغويـة التي تميز النثر القص . › وبا › ضافـة إ › الدب "الرسـمي" ( canonical ) ف العصور الوسـطى كان هناك مجموعة أخرى هامة من نصوص النثر الفني المكتوب بلغة فصحى منخفضة ، تتخللها عنا › عامية . ونقصـد هنا المجموعـات القصصية والحكايات المختلفة التي اشـتهرت منها مجموعة ألف ليلة وليلة . وقد اعت › المجتمع العربي هذا النوع القص › أدبا "واطئا" ومنبوذا ، ولم يدخل أبدا ف عداد الدب الرسـمي إل ف ع › نا هذا . والواقع أن الهتمام بهذا الدب "ال › رسـمي" وبقيمتـه الفنيـة بدأ ف خـارج العالم العربـي وف أوروبا بالـذات ، إذ ترجمت قصص ألف ليلـة وليلة وأمثالها إ › اللغات الوروبية ابتـداء من القرن الثامن ع › وأصبحت جزءا من ال › اث الغربي . أما الكتاب العرب فقد بدأوا ف اللتفات إ › الدب الشـعبي بأنواعه المختلفة ف القـرن الحا ،› وخاصة ث › ثينات القرن الحا . › فكتب توفيق الحكيم وطه حسـين ، مث ،› أدبـا قصصيـا للمثقفين أدرجوا فيـه عن وعي عنا › من الدب الرسـمي . وقبل ذلك كانت ألف ليلة وليلة ومثي › تها مصدرا هاما ل › دب ال › فيهي ، كالم › ح الخفيف وأحيانا الروايات التاريخية الشعبية . . 3 أسلوبان متباينان : الطهطاوي والبستاني سـنتناول ف هذا المقال نمطين أسـلوبيين امتـاز بهما اثنان من الم › جمـين الوائل ف الدب العربـي الحديـث . وبعبـارة أدق ، فإن الم › جمين اللذين سـنتحدث عنهما هنـا هما أول من ترجم ون › مؤلفات أدبية كاملة وكبيرة الحجم . لقد ن › ك › هما ترجمته التي سـنبحثها ف سـتينات القرن السـابق ، ولكن هذين الم › جمين يختلفان اخت › فا تاما ف خلفيتهما الثقافية والدينية ، وهذه الخلفية أثرت كثيرا عل نهجهما الدبي واللغوي . أول هذين الم › جمين هو الشـيخ رفاعة رافع بدوي الطهطاوي ، م › ي ذو ثقافة إسـ › مية
|
مجمع اللغة العربية
|
|