الشيخ مبروك بين الاتباع والابداع- جريس نعيم خوري

صفحة: 60

وهـو جامعـي أيضا ، يفعل المـر ذاته ف قصة الشـيخ م › وك ، حين يواجـه والده ويحاول ثني الناس عن تصديق روايته : "سأكشـف عن حقيقة الشيخ م › وك ، الذي حول حياتنا إ › مجموعة من الخرافات والكاذيب والحكايات السخيفة فاعتمدنا عليه ، وسلمناه أمرنا ، فشل تفكيرنا ، وحال دون وعينا وتطورنا" . . 6 الوصف : وهذا الموضوع بحاجة إ › وقفة طويلة ، نظرا لكونه الجانب الكثر وضوحا ف تأثر سعيد أسلوبيا بإدريس ف القصة المذكورة؛ إذ يخصص إدريس السطر الو › من النص لوصف شجرة الطرفة وصفا دقيقا ، مؤكدا عل الغريب من صفاتها ، الذي جعل لها رهبة ف النفوس ، قادت الناس إ › حد تقديسها . كما يخصص سعيد موضعا لوصف الحمار وصفا دقيقا ، وبيان الظواهر "الغريبة" التي اسـتغلها الوالد من أجل إقناع الناس بقداسـة حمـاره . إذا قارنا بين مقدار المسـاحة التي يخصصها سـعيد لوصف أثر الحمـار ، وطريقة هذا الوصـف والمبالغة فيه ، نجدها تتطابق ، أو تـكاد ، مع طريقة إدريس ف قصـة النـاس . فقصة إدريس جاءت ف ث › ث صفحات من القطع المتوسـط ، احتل وصف الطرفة فيها ما يقرب الصفحة والنصف ، أي نصف النص . بالمقابل فإن قصة الشيخ م › وك جاءت ف سـبع ع › ة صفحة ، وبـركات الحمار ووصف "تأثيره" السـحري المدعى جاء ف سـبع صفحات عـل القل . ف الحالتين جاء الوصف طويـ ،› ولكنه م › ر جدا ، فالهدف من خ › له ت › ير سبب تقديس الناس لكل كائن ، والتأكيد عل عمق تأصل ا › يمان بهذا الكائن ف نفوس الناس . لكن ، ل يقت › التشـابه بين القصتين عل الحجم المعطى لبيان هذا الثر ، بل عل أسـلوب عرض الثر نفسـه . الجدول أدناه يعرض مقارنة بين عبارات وأوصاف خاصة مقتبسـة من النصين ، للتدليل عل أن التأثر لم ينح › ف الهيكل العام والفكرة فحسب ، بل تعداه إ › الوصف ، طريقة العرض ، نوعية الصور ، الفكار وأحيانا اللغة والعبارات : والثقافة ) ، 1981 ص . 10 3 سعيد . 18 : 1997 4 راجع : إدريس ؛ 38-37 : 1990 قارن : المختار . 9 :... 5 راجع : سعيد . 9 : 1997 6 راجع : سعيد . 17-15 ، 13-9 : 1997

السابق:  |  التالي