الصياغات النهائية وتحوّل المعنى: محمود درويش نموذجاً- حسين حمزة

صفحة: 47

" لم أكن عاشقا كي أصدق أن المياه مرايا ، مثلما قلت ل › صدقاء القدامى ، ول حب يشفع › مـذ قبلـت "معاهدة الصلح" لـم يبق › حا . " › وقـد غير درويش "معاهـدة الصلح" إ › " معاهـدة التيـه" ف المجموعـة الكاملـة . وف قصيدة "للحقيقـة وجهان والثلج أسـود" ف المجموعة ذاتها : " من سينزل أع › منا : نحن ، أم هم؟ ومن سوف يتلو علينا "معاهدة الصلح ، " يا ملك الحتضار . " وقد غير درويش : "معاهدة الصلح" إ › "معاهدة اليأس" ف المجموعة الكاملة . يـرى الباحث عادل السـطة هذا التغيير ضمن تنازل المثقف للسـيا : › "وهكذا يرضخ الثقاف للسيا . " › كما يرى التغيير ف شعر درويش يندرج ضمن ع › قة السيا › والمثقف : " يتوصل المتأمل لع › قة الثقاف بالسيا › إ › النتيجة التالية : تظل هذه الع › قة ع › قة تصالح ما دام الثقاف والسيا › يسيران معا فكرا وممارسة ، فإذا ما اختلفا وجب عل الثقاف أن يختار أحد الحلول التالية : المواجهة وما ي › تب عليها من قمع وسـجن واضطهاد وربما القتل ، أو الخضوع ومـا ي › تـب عليه من تذويب الذات الثقافية ف الذات السياسـية وترداد خطـاب الثانية وهي ل تؤمن به ، أو المحافظة عل وضع فيه قدر من التصالح مع الذات والخر ، وهنا ل يلجأ الثقاف إ › التعبير ، عن وجهة نظره بأسـلوب مبا › وإنما يحـاور ويناور ويرتدي قناعا يختفي وراءه أو العيـش ف المنفـى ، وهنا يتصالح المرء مع الذات فقط ، وينجم عن ذلك حالت قد تكون أق › من البقاء ف الوطن مثل الغربة والغ › اب والوحدة أو الصمت . " هنـاك نوع آخر مـن التعديل الذي يجريه الشـاعر عل قصائده أثناء ا › لقـاء ، وف اعتقادنا أنه يوظـف هـذا التعديل من أجل الحفاظ عل التواصل فيما بينه وبـين الجمهور . وتصبح القراءة نوعـا من التوازن بين الم › وع الجما › وبين التواصل الخطابي . سـأعرض لث › ثة نماذج ف هذا 180 درويش ، . 15 : 1993 181 درويش ، . 482 : 1994 182 درويش ، . 19 : 1993 انظر السطة ، . 73 : 1997 183 درويش ، . 485 : 1994 184 السطة : . 72 : 1997 " ويتكلم المرء هنا عن ث › ثة أنواع من التغيير ف أشعار الشاعر . التغيير الجما › والتغيير السيا › والتغيير الديني ، وما يهمنا هو الثاني ، وإن كان ف هذا ظلم للشاعر . " 185 السطة : . 80 : 1997

السابق:  |  التالي