|
|
جـاء من آخر ال › ية ، كان دمه يتدفق من خا › ته تاركا خلفـه أثرا مخضبـا ، رآه الحصـادون فاع › اهم فضول وتسـاءلوا من هذا الذي يصعد ف ال › يـة ودمه بال › اب يمتـزج؟ ثـم اق › ب منهـم فاطمأنوا إليه . قـال مخاطبا إياهم : أنا أعرف أنكم محزونون ، حدقوا ف دمه النازف وقالـوا : جئنـا نحصـد فمـا وجدنـا سـوى زرع يأكله الجفـاف ، وسـنابلنا كما تـرى ليس فيها قمـح ، قال : › تحزنوا ، ا › ن يكون لكم قمـح وحصاد . أخذ دمه يتناثر ف لحقـول مثل نافـورة ، فتألقـت السـنابل ف الحقول وأخذت تتمـاوج بلـون كالذهب ، اسـتب › الحصادون خيرا وانهمكوا يحصدون بمناجل متعطشة . مر وقت ، وسار الحصادون خلفه ، كانت دماؤه تسيل ف ال › ية ، ورآه الرعاة والحطابون وا › طفال ، فتجمعوا من حوله ، وأصبح فـوق الطريق جمع كبير ، وحينما اق › ب من بيـت وارف الظل مزين بالمرمر والحجارة الكريمة ، أطـل صاحب البيت غاضبا وصاح : أنت يا من تنثر دمك ف الطرقـات ، ابتعد عـن بيتي ، فإن دمـاءك قد تلطخه . والتفت نحـو الجميع وأضاف : أنظـروا ، إنها دماء مثل دماء الميتة ! ابتعد فورا ! ماذا أقول لمن هم ف مثل مكانتي إذا جاءوا وسألوا ما الذي جرى لجدران بيتك الجم...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|