|
|
صفحة: 188
فأمر بصلبه . فلعهدي به مصلوبا في المرج على النهر الأعظم وكأنه القنفذ من النبل . ولقد أخبرني أبو بكر محمد بن الوزير عبد الرحمن بن الليث رحمه الله أن سبب هروبه إلى محلة البرابر أيام تحولهم مع سليمان الظافر إنما كن لجارية يكلف بها تصيرت عند بعض من كان في تلك الناحية؛ ولقد كاد أن يتلف في تلك السفرة . وهذان الفصلان وإن لم يكونا من جنس الباب فإنهما شاهدان على ما يقود إليه الهوى من الهلاك الحاضر الظاهر ، الذي يستوي في فهمه العالم والجاهل؛ فكيف من العصمة التي لا يفهمها من ضعفت بصيرته . ولا يقولن امرؤ : خلوت فهو وإن انفرد فبمرأى ومسمع من علام الغيوب ( الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،( ( ويعلم السر وأخفى ،( ( وما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا وهو عليم بذات الصدور . ( وهو عالم الغيب والشهادة ، ( ويستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم ،( وقال : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب أليه من حبل الوريد . إذ يتلقى الملتقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . ( وليعم المستخف بالمعاصي . المتكل على التسويف . المعرض عن طاعة ربه أن إبليس كان في الجنة مع الملائكة المقربين فلمعصية واحدة وقعت منه استحق لعنة الأبد وعذاب الخلد وصير شيطانا
|
مطاح
|
|