|
|
صفحة: 187
أصفى من الماء وألطف من الهواء وأثبت من الجبال وأقوى من الحديد وأشد امتزاجا من اللون في الملون ، وأنفذا استحكاما من الأعراض في الأجسام ، وأضوأ من الشمس ، وأصح من العيان ، وأثقب من ألنجم ، وأصدق من كدر القطا وأعجب من الدهر ، وأحسن من البر ، وأجمل من وجه أبي عامر ، وألذ من العافية وأحلى من المنى ، وأدنى من النفس ، وأقرب من النسب ، وأرسخ من النقش في الحجر ثم لم ألبث أن رأيت تلك المودة قد استحالت عداوة أفظع من الموت ، وأنفذ من السهم ، وأمر من السقم ، وأوحش من زوال النعم ، وأقبح من حلول النقم وامضى من عقم الرياح ، وأضر من الحمق ، وأدمر من غلبة العدو ، وأشد من الأسر ، وأقسى من الصخر ، وأبغض من كشف الأستار ، وأنأى من الجوزاء ، وأصعب من معاناة السماء ، وأكبر من رؤية المصاب ، وأشنع من خرق العادات وأقطع من فجأة البلاء ، وأبشع من السم الزعاف؛ وما لا يتولد مثله عن الذحول والترات وقتل الآباء وسبي الأمهات . وتلك عادة الله في أهل الفسق القاصدين سواه ، الأميين غيره؛ وذلك قوله عز وجل : ( يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني . ( فيجب على اللبيب الاستجارة بالله مما يورط فيه الهوى . فهذا خلف مولى يوسف بن قمقام القائد المشهور ، كان أحد القائمين مع هشام بن سليمان بن الناصر ، فلما أسر هشام وقتل وهرب الذين وازروه فر خلف في جملتهم ونجا . فلما أتى القسطلات لم يطق الصبر عن جارية كانت له بقرطبة فكر راجعا . فظفر به أمير المؤمنين المهدي ،
|
مطاح
|
|