|
|
صفحة: 177
أسرارهن ، وكن قد أنسن مني بكتمان ، فكن يطلعنني على غوامض أمورهن . ولولا أن أكون منبها على عورات يستعاذ بالله منها لأوردت من تنبهن في السر ومكرهن فيه عجائب تذهل الألباب ، وإني لأعرف هذا وأتقنه ، ومع هذا يعلم الله وكفى به علما أني بريء الساحة ، سليم الأديم ، صحيح البشرة ، نقي الحجزة ، وإني أقسم بالله أجل الأقسام أني ما حللت مئزري على فرج حرام قط ، ولا يحاسبني ربي بكبيرة الزنا مذ علقت إلى يومي هذا . والله المحمود على ذلك والمشكور فيما مضى والمستعصم فيما بقي . حدثنا القاضي أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجاف المعافري ، وإنه لأفضل قاض رأيته ، عن محمد بن إبراهيم الطليطلي عن القاضي بمصر بكر بن العلاء في قول الله عز وجل : ( وأما بنعمة ربك فحدث . ( أن لبعض المتقدمين فيه قولا ، وهو أن المسلم يكون مخبرا عن نفسه بما أنعم الله تعالى به عليه من طاعة ربه التي هي من أعظم النعم ، ولا سيما في المفترض على المسلمين اجتنابه وأتباعه . وكان السبب فيما ذكرته أني كنت وقت تأجج نار الصبا وشرة الحداثة وتمكن غرارة الفتوة مقصورا محظرا على بين رقباء ورقائب ، فلما ملكت نفسي عقلت صحبت أبا علي الحسين بن علي الفاس في مجلس أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد الأزدي شيخنا وأستاذي رضي الله عنه ، وكان أبو علي المذكور عاقلا عاملا عالما ممن تقدم في الصلاح والنسك الصحيح في الزهد في الدنيا والاجتهاد للآخرة ، وأحسبه كان حصورا لأنه لم تكن له
|
مطاح
|
|