|
|
صفحة: 175
له بكلمة ويقولون له : أتحرم رجلا مسلما التوبة . قال : ولعهدي بها تبكي وتقول : والله لقد بلغتني بملغا ما خطر قط لي ببال ، ولا قدرت أن أجيب إليه أحدا . ولست أبعد أن يكون الصلاح في الرجال والنساء موجودا . وأعوذ بالله أن أظن غير هذا ، وإني رأيت الناس يغلطون في معنى هذه الكلمة ، أعني الصلاح ، غلطا بعيدا والصحيح في حقيقة تفسيرها أن الصالحة من النساء هي التي إذا ضبطت انضبطت ، وإذا قطعت عنها الذرائع أمسكت . والفاسدة هي التي إذا ضبطت لم تنضبط ، وإذا حيل بينها وبين الأسباب التي تسهل الفواحش تحيلت في أن تتوصل إليها بضروب من الحيل . والصالح من الرجال من لا يداخل أهل الفسوق ولا يتعرض إلى المناظر الجالبة للأهواء ، ولا يرفع طرفه إلى الصور البديعة الصنعة ، ويتصدى للمشاهد المؤذية ، ويحب الخلوات المهلكات والصالحان من الرحال والنساء كالنار الكامنة في الرماد لا تحرق من جاورها إلا بأن تحرك والفاسقان كالنار المشتعلة تحرق كل شيء . وأما امرأة مهملة ورجل متعرض فقد هلكا وتلفا . ولهذا حرم على المسلم الالتذاذ بسماع نغمة امرأة أجنبية . وقد جعلت النظرة الأولى لك والأخرى عليك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تأمل امرأة وهو صائم حتى يرى حجم عظامها فقد أفطر . ( وإن فيما ورد من النهي عن الهوى بنص التنزيل لشيئا مقنعا . وفي إيقاع هذه الكلمة ، أعني الهوى . اسما على معان ، واشتقاقها عند
|
مطاح
|
|