|
|
صفحة: 170
ومن حواليه من أموالهم ، فأبى ولج واعتذر بمحبته لها ، فلما طال المجلس ولم يروا منه البتة جنوحا إلى الإسعاف قال للأندلسي : يا هذا مالك بيدي أكثر مما ترى ، وقد جهدت لك بأبلغ سعي ، وهو تراه يعتذر بأنه فيها أحب منك وأنه يخشى على نفسه شرا مما أنت فيه ، فاصبر لما قضى الله عليك . فقال له الأندلسي : فمالي بيدك حيلة؟ قال له : وهل ها هنا غير الرغبة والبذل ، ما أستطيع لك أكثر . فلما يئسي الأندلسي منها جمع يديه ورجليه وانصب من أعلى العلية إلى الأرض . فارتاع الملك وصرخ ، فابتدر الغلمان من أسفل ، فقضى أنه لم يتأذ في ذلك الوقوع كبير أذى ، فصعد به إلى الملك ، فقال : ماذا أردت بهذا؟ فقال : أيها الملك ، لا سبيل لي إلى الحياة بعدها ثم هم أن يرمي نفسه ثانية ، فمنع . فقال الملك : الله أكبر ، قد ظهر وجه الحكم في هذه المسألة ، ثم التفت إلى المشتري فقال : يا هذا ، إنك ذكرت أنك أود لها منه وتخاف أن تصير في مثل حاله ، فقال : نعم . قال : فإن صاحبك هذا أبدى عنوان محبته وقذف بنفسه يريد الموت لولا أن الله عز وجل وقاه ، فأنت قم فصحح حبك وترام من أعلى هذه القصبة كما فعل صاحبك ، فإن مت فبأجلك وإن عشت كنت أولى بالجارية ، إذ هي في يدك ويمضي صاحبك عنك ، وإن أبيت نزعت الجارية منك رغما ودفعتها إليه ، فتمنع ثم قال ، أترامى . فلما قرب من الباب ونظر إلى الهوى تحته رجع القهقري ، فقال له الملك : هو والله ما قلت ، فهم ثم نكل ، فلما لم يقدم قال له الملك :
|
مطاح
|
|