|
|
صفحة: 159
أدعى إلى السلو عند الحر النفس وذوي الحفيظة والسرى السجايا من الغدر ، فما يصبر عليه إلا دنيء المروءة خسيس الهمة ساقط الأنفة ، وفي ذلك أقول قطعة ، منها : هـــــــــواك فـــلـــســـت أقــــــربــــــه غـــــــــرور ومــــــا إن تـــصـــبـــريـــن عـــلـــى حــبــيــب فــــلــــو كــــنــــت الأمـــــيـــــر لمـــــا تـــعـــاطـــى رأيــــتــــك كــــالأمــــانــــي مــــا عـــلـــى مــن ولا عــــنــــهــــا لمـــــــن يــــــأتــــــي دفـــــــاع وأنـــــــــت لــــكــــل مـــــن يـــــأتـــــي ســـريـــر فــــحــــولــــك مــــنــــهــــم عــــــــدد كـــــثـــــيــر لــــقــــاءك خــــــوف جــمــعــهــم الأمـــيـــر يــــلــــم بــــهــــا ولـــــــو كــــــثــــــروا غـــــــــرور ولـــــــو حــــشــــد الأنـــــــــــام لــــهــــم نــفــيــر ثم سبب ثامن ، وهو لا من المحب ولا من المحبوب ، ولكنه من الله تعالى ، وهو اليأس . وفروعه ثلاثة : إما موت ، وإما بين لا يرجى معه أوبة ، وإما عارض يدخل على المتحابين بعلة المحب التي من أجلها وثق المحبوب فيغيرها . وكل هذه الوجوه من أسباب السلو والتصبر ، وعلى المحب الناسي في هذا الوجه المنقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة من الغضاضة والذم واستحقاق اسم اللوم والغدر غير قليل ، وإن لليأس لعملا في النفوس عجيبا . وثلجا لحر الأكباد كبيرا . وكل هذه الوجوه المذكورة أولا وآخرا فالتأني فيها واجب ، والتربص على أهلها حسن ، فيما يمكن فيه التأني ويصح لديه التربص ، فإذا انقطعت الأطماع وانحسمت الآمال فحينئذ يقوم العذر .
|
مطاح
|
|