|
|
صفحة: 156
فلعمري لكأن المضراب إنما يقع على قلبي ، وما نسيت ذلك اليوم ولا أنساه إلى يوم مفارقتي الدنيا . وهذا أكثر ما وصلت إليه من التمكن من رؤيتها وسماع كلامها ، وفي ذلك أقول : لا تــلــمــهــا عـــلـــى الـــنـــفـــار ومـــنـــع الــــ ــــــوصـــــل مــــــا هــــــــذا لــــهــــا بــنـــــكـــــيــر هـــــل يــــكــــون الـــــهـــــال غـــيـــر بــعـــــيــد أو يــــكــــون الــــــغــــــزال غــــيــــر نـــفـــور وأقول : مــنــعــت جــمــال وجــهــك مقلتـيا أراك نــــذرت لــلــرحــمــن صــومــا وقـــــد غــنــيــت لــلــعــبــاس شــعـــــرا فـــلـــو يـــلـــقـــاك عـــبـــاس لأضــحـــــى ولــــفــــظــــك قـــــد ضـــنـــنـــت بـــــه عــلــيــا فـــلـــســـت تـــكـــلـــمـــن الـــــــــيــــوم حـــــــيـــا هــــنــــيــــئــــا ذا لــــعــــبـــــــــاس هـــــــنـــــــيـــا لـــــفـــــوز قــــانــــيــــا وبــــكـــــــــم شـــــــجـــــــيـــا ثم انتقل أبي رحمه الله من دورنا المحدثة بالجانب الشرقي من قرطبة في ربض الزاهرة إلى دورنا القديمة في الجانب الغربي من قرطبة ببلاط مغيث في اليوم الثالث من قيام أمير المؤمنين محمد المهدي بالخلافة . وانتقلت أنا بانتقاله ، وذلك في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ، ولم تنتقل هي بانتقالنا لأمور أوجبت ذلك . ثم شغلنا بعد قيام أمير المؤمنين هشام المؤيد بالنكبات وباعتداء أرباب دولته ، وامتحنا بالاعتقال والترقيب والإغرام الفادح والإستتار ، وأرزمت الفتنة وألقت باعها وعمت الناس ، وخصتنا ، إلى أن توفي أبي الوزير رحمه الله ونحن في هذه الأحوال بعد العصر يوم
|
مطاح
|
|