|
|
صفحة: 148
القيود والأغلال ، فأما مروان فأصابته ضربة مخطئة يوم دخول البربر قرطبة وانتهائهم إليها ، فتوفى رحمه الله . وأما يحيى بن محمد فهو حي على حالته المذكورة في حين كتابتي لرسالتي هذه ، وقد رأيته أنا مرارا وجالسته في القصر قبل أن يمتحن بهذه المحنة . وكان أستاذي وأستاذه الفقيه أبو الخيار اللغوي . وكان يحيى لعمري حلوا من الفتيان نبيلا . وأما من دون هذه الطبقة فقد رأينا منهم كثيرا ، ولكن لم نسمهم لخفائهم وهذه درجة إذا بلغ المشغوف إليها فقد أنيت الرجاء وانصرم الطمع ، فلا دواء له بالوصل ولا بغيره ، إذ قد استحكم الفساد في الدماغ ، وتلفت المعرفة وتغلبت الآفة . أعاذنا الله من البلاء بطوله ، وكفانا النقم منه .
|
مطاح
|
|