sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 128

وأعرف من أتى ليودع محبوبه يوم الفراق فوجده قد فات ، فوقف على آثاره ساعة وتردد في الموضع الذي كان فيه ثم انصرف كثيبا متغير اللون كاسف البال ، فما كان بعد أيام قلائل حتى اعتل ومات رحمه الله . وإن للبين في إظهار السرائر المطوية عملا عجبا ، ولقد رأيت من كان حبه مكتوما وبما يجد فيه مستترا حتى وقع حادث الفراق فباح المكنون وظهر الخفي . وفي ذلك أقول قطعة ، منها : بــــذلــــت مــــن الـــــــود مــــا كــــــان قـــــبـــــل مـــنـــعـــت وأعـــطـــيـــتـــنـــيـــه جـــــــزافـــــــا ومــــــا لـــــي بـــــه حــــاجــــة عـــــــنـــــــد ذاك ولو وجــدت قبل بلغت الشفافا ومــــــا يـــنـــفـــع الــــطــــب عـــنـــد الحـــمـــــــام ويــنــفــع قــبــل الــــــردى مـــن تــافـــــا وأقول : الآن إذ حــــل الــــفــــراق جـــــدت لــي بــخــفــى حــــب كـــنـــت تـــبـــدي بــخــلــه فـــزدتـــنـــي فــــي حـــســـرتـــي أضــعــافــهــا ويـــــحـــــي فــــهــــا كـــــــان هـــــــذا قــبــلـــــه ولقد أذكرني هذا أني حظيت في بعض الأزمان بمودة رجل من وزراء السلطان أيام جاهه فأظهر بعض الإمتساك ، فتركته حتى ذهبت أيامه وانقضت دولته ، فأبدى لي من المودة والأخوة غير قليل ، فقلت : بذلت لــي الإعـــراض والــدهــر مقبل وتبذل لي الإقــبــال والــدهــر معرض وتبسطني إذ لــيــس ينفع بسطـكـم فها أبحت البسط إذ كنت تقبض ثم بين الموت وهو الفوت ، وهوى الذي لا يرجى له إياب ، وهو

مطاح


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة