sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 123

فانقطعت الطرق بسبب هذه الحرب ، وتحوميت السبل واحترس البحر بالأساطيل ، فتضاعف كربه إذ لم يجد إلى الانصراف سبيلا البتة ، وكاد يطفأ أسفا ، وصار لا يأنس بغير الوحدة ، ولا يلجأ إلا إلى الزفير والوجوم . ولعمري لقد كان ممن لم أقدر قط فيه أن قلبه يذعن للود ، ولا شراسة طبعه وتجيب إلى الهوى . وأذكر أني دخلت قرطبة بعد رحيلي عنها ثم خرجت منصرفا عنها فضمني الطريق مع رجل من الكتاب قد رحل لأمر مهم وتخلف سكن له ، فكان يرتمض لذلك . وإني لأعلم من علق بهوى له وكان في حال شظف وكانت له في الأرض مذاهب واسعة ومناديح رحبة ووجوه متصرف كثيرة ، فهان عليه ذلك وآثر الإقامة مع من يجب ، وفي ذلك أقول شعرا ، منه : لــك فــي الــبــاد مــنــادح معلومة والــســيــف غــفــل أو يــبــن قــرابــه ثم بين رحيل وتباعد ديار ، ولا يكون من الأوبة فيه على يقين خبر ، ولا يحدث تلاق . وهو الخطب الموجع ، والهم المفظع ، والحادث الأشنع ، والداء الدوي . وأكثر ما يكون الهلع فيه إذا كان النائي و المحبوب ، وهو الذي قالت فيه الشعراء كثيرا . وفي ذلك أقول قصيدة ، منها : وذي علة أعيا الطبيب عاجهـا رضيت بأن أضحى قتـيل وداده فــمــا لــلــيــالــي مـــــا أقـــــل حـــــيــاءهـــــا كـــأن زمــانــي عبشمي يخـالـنـي ستوردني لا شك منهل مصرعي كجارع سم في رحيق مشعشـع وأولعها بالنفس من كل مـولـع أعنت على عثمان أهل التشـيع

مطاح


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة