|
|
صفحة: 117
وأعلم أنه لا يستبين قبح الفعل لأهله ، ولذلك يتضاعف قبحه عند من ليس من ذويه ولا أقول قولي هذا ممتدحا ولكن آخذا بأدب الله عز وجل : ( وأما بنعمة ربك فحدث . ( لقد منحني الله عز وجل من الوفاء لكل من يمت إلى بلقيه واحدة ، ووهبني من المحافظة لمن يتذمم مني ولو بمحادثته ساعة حظا؟ أنا له شاكر وحامد ومنه مستمد ومستزيد ، وما شيء أثقل علي من الغدر ، ولعمري ما سمعت نفسي قط في الفكرة في إضرار من بيني وبينه أقل ذمام ، وإن عظمت جريرته وكثرت إلى ذنوبه ، ولقد دهمني من هذا غير قليل فما جزيت على السوءى إلا بالحسني ، والحمد لله على ذلك كثيرا ، وبالوفاء أفتخر في كلمة طويلة ذكرت فيها ما مضنا من النكبات ، ودهمنا من المحل والترحال والتحول في الآقاق . أولها : ولــــي فـــولـــى جــمــيــل الــصــبــر يتبعـه جــســم مـــلـــول وقــلـــــب آلـــــــف فـــــإذا لــــم تــســتــقـــــر بـــــــه دار ولا وطـــــن كــأنمــا صيغ مــن رهــو السحاب فما كــــأنمــــا هـــــو تـــوحـــــــيـــد تـــــضـــــيــق بـــــه أو كــوكــب قــاطــع فــي الأفـــق منتقل أظــــنــــه لـــــو جـــزتـــــــه أو تـــــســـــاعـــــده وصــــرح الـــدمـــع مـــا تــخــفــيــه أضلعه حـــل الــــفــــراق عــلــيــه فــهــو مــوجــعـــــه ولا تــــدفــــأ مـــنـــه قـــــط مــضـــــجـــــعـــــه تــــــزال ريـــــح إلـــــى الآفـــــــاق تــدفـــــعـــــه نــفــس الــكــفــور فــتــأبــى حــن تــودعـــــه فــالــســيــر يـــغـــربـــه حـــيـــنـــا ويــطـــــلـــــعـــــه ألــقــت عــلــيــه انــهــمــال الــدمــع يتبعـه وبالوفاء أيضا أفتخر في قصيدة لي طويلة أوردتها . وإن كان أكثرها ليس من جنس الكتاب ، فكان سبب قولي لها أن قوما من مخالفي
|
مطاح
|
|