|
|
صفحة: 102
ثم هجر يوجبه التذلل ، وهو ألذ من كثير الوصال ، ولذلك لا يكون إلا عن ثقة كل واحد من المتحابين بصاحبه ، واستحكام البصيرة في صحة عقده فحينئذ يظهر المحبوب هجرانا ليرى صبر محبه ، وذلك لئلا يصفو الدهر البتة ، وليأسف المحب إن كان مفرط العشق عند ذلك لا لما حل ، لكن مخافة أن يترقى الأمر إلى ما هو أجل ، يكون ذلك الهجر سببا إلى غيره ، أو خوفا من آفة حادث ملل . ولقد عرض لي في الصبا هجر مع بعض من كنت آلف ، على هذه الصفة وهو لا يلبث أن يضمحل ثم يعود . فلما كثر ذلك قلت على سبيل المزاح شعرا بديهيا ختمت كل بيت منه بقسم من أو قصيدة طرفة بن العبد المعلقة ، وهي التي قرأناها مشروحة على أبي سعيد الفتى الجعفري عن أبي بكر المقرئ عن أبي جعفر النحاس ، رحمهم الله ، في المسجد الجامع بقرطبة ، وهي : تــــذكــــرت ودا لــلـــــحـــــبـــــيــب كـــــأنـــــه وعــهــدي بعهد كــان لــي منه ثـابـت وقـــفـــت بــــه لا مـــوقـــنـــــــا بـــــرجـــــوعـــــه إلى أن أطــال الناس عذلي وأكثروا كـــــأن فـــنـــون الـــســـخـــط ممـــــــن أحـــــبـــــه كأن انقاب الهجر والوصل مركب فــوقــت رضــي يتلوه وقــت تسـخـط ويبسم نحوي وهو غضبان معرض لخــــولــــة أطــــــــال بـــبـــــــرقـــة ثـــــمـــــهـــــد يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد ولا آيــســا أبــكــي وأبــكــي إلـــى الـغـد يــقــولــون لا تــهــلــك أســـى وتـجـلـد خــايــا ســفــن بــالــعــواصـــــف مـــــن دد يـــجـــور بـــه المـــــاح طـــــورا ويــهــتـــــدي كما قسم الــتــرب المفـايل ( 1 ) بـالـيد مــظــاهــر ســمــطــى لـــؤلـــؤ وزبـــــرجـــــد ثم هجر يوجبه العتاب لذنب . 1 مفال ككتاب لعبة الصبيان يخبؤن الشيء في التراب ثم يقتسمونه ويقولون في ايهما هو والاعب بها مثائل .
|
مطاح
|
|