|
|
صفحة: 90
الرياض الخضر ، بأحسن من وصل حبيب قد رضيت أخلاقه ، وحمدت غرائزه ، وتقابلت في الحسن أوصافه . وأنه لمعجز ألسنة البلغاء ، ومقصر فيه بيان الفصحاء ، وعنده تطيش الألباب ، وتعزب الأفهام . وفي ذلك أقول : وســـائـــل لـــي عــمــا لـــي مـــن الـعـمـر أجــبــتــه ســـاعـــة لا شـــــــيء أحـــــســـــبـــــه فــقــال لــي كــيــف ذا بــيــنــه لــي فـلـقـد فــقــلــت إن الــتــي قــلــبــي بـــــهـــــا عـلـق فــمــا أعـــد ولـــو طــالــت سـنـي سـوى وقد رأى الشيب في الفودين والعذر عمرا سواها بحكم العقل والنظـر أخــبــرتــنــي أشــنــع الأنـــبـــاء والـخـبـر قــبــلــتــهــا قــبـــــلــة يـــــوم عـــــلـــــى خـــــطـــــر تلك السويعة بالتحقيق من عمـري ومن لذيذ معاني الوصل المواعيد ، وإن للوعد المنتظر مكانا لطيفا من شغاف القلب ، وهو ينقسم قسمين ، أحدهما الوعد بزيارة المحب لمحبوبه وفيه أقول قطعة ، منها : أســـامـــر الـــبـــدر لمـــا أبـــــطـــــأت وأرى فــبــت مــشــتــرطــا والــــــود مــخــتـــــلـــــطـــــا فــي نـــوره مــن ســنــا إشــراقــهــا عــرضــا والــوصــل منبسطا والهجر منقبضا والثاني انتظار الوعد من المحب أن يزور محبوبه ، وإن لمبادئ الوصل وأوائل الإسعاف لتولجا على الفؤاد ليس لشيء من الأشياء . وإني لأعرف من كان ممتحنا بهوى في بعض المنازل المصاقبة فكان يصل متى شاء بلا مانع ولا سبيل إلى غير النظر والمحادثة زمانا طويلا ، ليلا متى أحب ونهارا ، إلى أن ساعدته الأقدار بإجابة ، ومكنته
|
مطاح
|
|