sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 81

الواشي مع ما أظهر من الجفاء والتحفظ ولم يسمع لسره إذاعة علم أنه إنما زور له الباطل ، واضمحل ما قام في نفسه ولقد شاهدت هذا بعينه لبعض المحبين مع بعض من كان يحبن ، وكان المحبوب شديد المراقبة عظيم الكتمان ، وكثر الوشاة بينهما حتى ظهرت أعلام ذلك في وجهه وحدث في حب لم يكن ، وركبته رحمة ، وأظلته فكرة . ودهمته حيرة ، إلى إن ضاق صدره وباح بما نقل إليه . فلو شاهدت مقام المحب في اعتذاره لعلمت أن الهوى سلطان مطاع ، وبناء مشدود الأواخي ، ( 1 ) وسنان نافذ ، وكان اعتذاره بين الاستسلام والاعتراف ، والإنكار والتوبة والرمي بالمقاليد ، فبعد لأي ما صلح الأمر بينهما . وربما ذكر الواشي أن ما يظهر المحب من المحبة ليست بصحيحة ، وأن مذهبه في ذلك شفاء نفسه وبلوغ وطره . وهذا فصل وإن كان شديدا في النقل فهو أيسر معاناة مما قبله ، فحالة المحب غير حالة المتلذذ ، وشواهد الوجد متفرقة بينهما . وقد وقع من هذا نبذ كافية في باب الطاعة . وربما نقل الواشي أن هوى العاشق مشترك وهذه النار المحرقة والوجع الفاشي في الأعضاء ، وإذا وافق الناقل لهذه المقالة أن يكون المحب فتى حسن الوجه حلو الحركات مرغوبا فيه مائلا إلى اللذات دنياوي الطبع ، والمحبوب امرأة جليلة القدر سرية المنصب ، فأقرب الأشياء سعيها في إهلاكه وتصديها لحتفه . فكم صريع على هذا السبب ، وكم من سقى السم فقطع أمعاءه لهذا الوجه . وهذه كانت ميتة مروان بن أحمد بن حدير ، والد أحمد المتنسك ، وموسى وعبد الرحمن ، المعروفين بابني لبنى ، . 1 كناية عن قوته ومتانة أساسه .

مطاح


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة