|
|
صفحة: 76
الباب الثامن عشر الرقيب ومن آفات الحب الرقيب ، وإنه لحمى باطنة ، وبرسام ملح ، وفكر مكب . والرقباء أقسام ، فأولهم مثقل بالجلوس غير متعمد في مكان اجتمع فيه المرء مع محبوبه ، وعزما على إظهار شيء من سرهما والبوح بوجدهما والانفراد بالحديث . ولقد يعرض للمحب من القلق بهذه الصفة مالا يعرض له مما هو أشد منها ، وهذا وإن كان يزول سريعا فهو عائق حال دون المراد وقطع متوفر الرجاء . خبر : ولقد شاهدت يوما محبين تفي مكان قد ظنا أنهما انفردا فيه وتأهبا للشكوى فاستحليا ما هما فيه من الخلوة ، ولم يكن الموضع حمي ، فلم يلبثا أن طلع عليهما من كانا يستثقلانه ، فرأى فعدل إلي وأطال الجلوس معي ، فلو رأيت الفتى المحب وقد تمازج الأسف البادي على وجهه مع الغضب لرأيت عجبا . وفي ذلك أقول قطعة ، منها : يــطــيــل جــلــوســا وهـــو أثــقــل جالـس ويــبــدي حديثا لست أرضـــى فنونه شــمــام ورضـــــوى والــلــكــام ويــذبـــــل ولــبــنــان والــصــمــان والحـــــرب دونـــه
|
مطاح
|
|