sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 73

ويفاوضه في مكتوماته ، وإن فيه للحب لأعظم الراحات ، وأين هذا ، فإن ظفرت به يداك فشدهما عليه شد الضنين ، وأمسك بهما إمساك البخيل ، وصنه بطارفك وتالدك ، فمعه يكمل الأنس ، وتنجلي الأحزان ، ويقصر الزمان ، وتطيب الأحوال ولن يفقد الإنسان من صاحب هذه الصفة عونا جميلا ، ورأيا حسنا ، ولذلك اتخذ الملوك الوزراء والدخلاء كي يخففوا عنهم بعض ما حملوه من شديد الأمور وطوقوه من باهض الأحمال . ولكي يستغنوا بآرائهم ويستمدوا بكفايتهم . وإلا فليس في قوة الطبيعة أن تقاوم كل ما يرد عليها دون استعانة بما يشاكلها وهو من جنسها . ولقد كان بعض المحبين ، لعدمه هذه الصفة من الإخوان وقلة ثقته منهم لما جربه من الناس وأنه لم يعدم من باح إليه بشيء من سره أحد وجهين إما إزراء على رأيه وإما إذاعة لسره ، أقام الوحدة مقام الأنس . وكان ينفرد في المكان النازح عن الأنيس ، ويناجي الهوى ، ويكلم الأرض ، ويجد في ذلك راحة كما يجد المريض في التأوه والمحزون في الزفير؛ فإن الهموم إذا ترادفت في القلب ضاق بها ، فإن لم ينض منها شيء باللسان ، ولم يسترح إلى الشكوى لم يلبث أن يهلك غما ويموت أسفا . وما رأيت الإسعاد أكثر منه في النساء . فعندهن من المحافظة على هذا الشأن والتواصي بكتمانه والتواطؤ على طيه إذا اطلعن عليه ما ليس عند الرجال ، وما رأيت امرأة كشفت سر متحابين إلا وهي عند النساء ممقوتة مستثقلة مرمية عن قوس واحدة . وإنه ليوجد عند العجائز في هذا الشأن مالا يوجد عند

مطاح


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة