|
|
صفحة: 70
الباب السادس عشر العاذل وللحب آفات ، فأولها العاذل ، والعذال أقسام ، فأصلهم صديق قد أسقطت مؤونة التحفظ بينك وبينه فعذله أفضل من كثير المساعدات؟ وهي من الحظ والنهي ، وفي ذلك زاجر للنفس عجيب ، وتقوية لطيفة لها عرض ، وعمل ودواء تشتد عليه الشهوة ، ولا سيما إن كان رفيقا في قوله حسن التوصل إلى ما يورد من المعاني بلفظه ، عالما بالأوقات التي يؤكد فيها النهي ، وبالأحيان التي يزيد فيها الأمر . والساعات التي يكون فيها واقفا بين هذين ، على قدر ما يرى من تسهيل العاشق وتوعره ، وقبوله وعصيانه . ثم عاذل زاجر لا يفيق أبدا من الملامة ، وذلك خطب شديد وعبء ثقيل . ووقع لي مثل هذا ، وإن لم يكن من جنس الكتاب ولكنه يشبهه ، وذلك أن أبا السرى عمار بن زياد صديقنا أكثر من عذلى على نحو نحوته وأعان على بعض من لامني في ذلك الوجه أيضا ، وكنت أظن أنه سيكون معي مخطئا كنت أو مصيبا . لو كيد صداقتي وصحيح أخوتي به .
|
مطاح
|
|