|
|
صفحة: 64
ولــو أبــصــرت أنـــوار وجهك فــارس لأعـــنـــاهـــم عــــن هـــــرمـــــزان ومــوبـــــذ وربما كان المحبوب كارها لإظهار الشكوى متبرما بسماع الوجد؛ فترى المحب حينئذ يكتم حزنه ويكظم أسفه وينطوي على علته . وإن الحبيب متجن ، فعندها يقع الاعتذار عند كل ذنب والإقرار بالجريمة ، والمرء منها برئ ، تسليما لقوله وتركا لمخالفته . وإني لأعرف من دهى بمثل هذا فما كان ينفك من توجه الذنوب نحوه ولا ذنب له ، وإيقاع العتاب عليه والسخط وهونقي الجلد . وأقول شعرا إلى بعض إخواني ، ويقرب مما نحن فيه وإن لم يكن منه : وقــد كنت تلقاني بوجـه لـقـربـه وما تكره العتب اليسير سـجـيتـي فقد يتعب الإنسان في الفكر نفـسـه تزين إذا قلت ويفـحـش أمـرهـا ومنه : أعــنــه فــقــد أضــحــى لــفــرط همومـه تـــدان ولــلــهــجــران عــن قــربــه سـخـط على أنه قد عيب في الشعر الوخط وقد يحسن الخيان في الوجه والنقط إذا أفرطت يوما وهل يحمد الفـرط يبكي إذ الــقــرطــاس والحــبــر والخــط ولا يقولن قائل إن صبر المحب على دلة المحبوب دناءة في النفس فقد أخطأ ، وقد علمنا أن المحبوب ليس له كفوا ولا نظيرا فيقارض بأذاه ، وليس سبه وجفاه مما يعير به الإنسان ويبقى ذكره على الأحقاب ، ولا يقع ذلك في مجالس الخلفاء ، ولا في مقاعد الرؤساء ، فيكون الصبر جارا للمذلة ، وضراعة قائدة للاستهانة ، فقد ترى الإنسان لا يكلف بأمته التي يملك رقها ، ولا يحول حائل بينه وبين التعدي
|
مطاح
|
|