|
|
صفحة: 60
ولعهدي بفتى من سروات الرجال وعلية إخواني قد دهى بمحبة جارية مقصورة هام بها وقطعه حبها عن كثير من مصالحه ، وظهرت آيات هواء لكل ذي بصر ، إلى أن كانت هي تعذله على ماظهر منه مما يقوده إليه هواه . خبر : وحدثني موسى بن عاصم بن عمرو قال : كنت بين يدي أبي الفتح والدي رحمه الله وقد أمرني بكتاب أكتبه إذ لمحت عيني جارية كنت أكلف بها ، فلم أملك نفسي ورميت الكتاب عن يدي وبادرت نحوها . وبهت أبي وظن أنه عرض لي عارض . ثم راجعني عقلي فمسحت وجهي ثم عدت واعتذرت بأنه غلبني الرعاف . وأعلم أن هذا داعية نفار المحبوب ، وفساد في التدبير ، وضعف في السياسة وما شيء من الأشياء إلا وللمأخذ فيه سنة وطريقة ، متى تعداها الطالب ، أو خرق في سلوكها انعكس عمله عليه ، وكان كده عناء . وتعبه هباء ، وبحثه وباء . وكلما زاد عن وجه السيرة انحرافا وفي تجنبها إغراقا وفي غير الطريق إيغالا ازداد عن بلوغ مراده بعدا . وفي ذلك أقول قطعة ، منها : ولا تسع فــي الأمـــر الجسيم تــهــازءا وقـــابـــل أفـــانـــن الــــزمــــان مـــــتـــــى يــرد فأشكالها من حسن سعيك يكفك ال ألــــم تــبــصــر المــصــبـــــاح أول وقـــــده وإن يـــتـــصـــرم لــفـــــحـــــه ولـــــهـــــيــبـــــه ولا تــســع جــهــرا فــي الــيــســيــر تــريــده عــلــيــك فــــإن الـــــدهـــــر جـــــم وروده يــســيــر بــغــيــر والـــــــشـــــــريـــد شـــــريــده وإشـــعـــالـــه بــالــنــفــخ يــلــطـــــفـــــا وقـــــوده فــنــفــخــك يــذكـــــيــه وتـــــبـــــدو مـــــــدوده
|
مطاح
|
|