|
|
صفحة: 52
الباب الحادي عشر السفير ويقع في الحب بعد هذا ، بعد حلول الثقة وتمام الاستئناس ، إدخال السفير . ويجب تخيره وارتياده واستجادته واستفراهه ، فهو دليل عقل المرء ، وبيده حياته وموته ، وستره وفضيحته بعد الله تعالى . فينبغي أن يكون الرسول ذا هيئة ، حاذقا يكتفي بالإشارة ، وبقرطس عن الغائب ، ويحسن من ذات نفسه ويضع من عقله ما أغفله باعثه ، ويؤدي إلى الذي أرسله كل ما يشاهد على وجهه كأنما كان للأسرار حافظا ، وللعهد وفيا ، قنوعا ناصحا . ومن تعدى هذه الصفات كان ضرره على باعثه بمقدار ما نقصه منها . وفي ذلك أقول شعرا ، منه : رسولك سيف في يمينك فاستجـد حــســامــا ولا تــضــرب بــه قبل صقله فــمــن يـــك ذا ســيــف كــهــام فـضـره يـــعـــود عـــلـــى المـــعـــنـــى مـــنـــه بــجــهـــــلـــــه وأكثر ما يستعمل المحبون في إرسالهم إلى من يحبونه ، إما خاملا لا يؤبه له ولا يهتدي للتحفظ منه ، لصباه أو لهيئة رثة أو بدادة في طلعته . وإما جليلا لا تلحقه الظنن لنسك يظهره أو لسن عالية قد بلغها .
|
مطاح
|
|