|
|
صفحة: 20
بقربه والدنو منه ، واطراح الأشغال الموجبة للزوال عنه ، والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى مفارقته ، والتباطؤ في الشيء عند القيام عنه . وفي ذلك أقول شعرا وإذا قـــمـــت عـــنـــك لــــم أمـــــــش إلا فـــي مــجــيــئــي إلـــيـــك أحـــتـــث كــالــبــد وقـــيـــامـــي إن قــمــت كـــالأنجـــم الــعــا مــشــي عــــان يـــقـــاد فـــي نــحــو الــفــنــاء ر إذا كـــــــان قــــاطــــعــــا لـــلـــســـمـــــــاء لــــيــــة الــــثــــابــــتــــات فــــــي الإبـــــــــطـــــــــاء ومنها بهت يقع وروعة تبدو على المحب عند رؤية من يحب فجأة وطلوعه بغته . ومنها اضطراب يبدو على المحب عند رؤية من يشبه محبوبه أو عند سماع إسمه فجأة وفي ذلك أقول قطعة ، منها . إذا مــا رأت عــيــنــاي لا بــس حمرة غــدا لــدمــاء الــنــاس باللحظ سافكـا تـــقـــطـــع قـــلـــبـــي حــــســــرة وتـــفـــــــطـــــــرا وضـــــــرج مـــنـــهـــا ثــــوبــــه فــتــعــصــفـــــرا ومنها أن يجود المرء ببذل كل ما كان يقدر عليه مما كان ممتنعا به قبل ذلك ، كأنه هو الموهوب له والمسعي في حظه ، كل ذلك ليبدي محاسنه ويرغب في نفسه . فكم بخيل جاد ، وقطوب تطلق ، وجبان تشجع ، وغليظ الطبع تطرب ، وجاهل تأدب ، وتفل تزين ، وفقير تجمل . وذي سن تفتى ، وناسك تفتك ، ومصون تبذل . وهذه العلامات تكون قبل استعار نار الحب وتأجج حريقه وتوقد شعله واستطارة لهبه . فأما إذا تمكن وأخذ مأخذه فحينئذ ترى الحديث
|
مطاح
|
|