|
|
صفحة: 236
مهالك لم تصحب بها الذئب نفسه ول حملت فيها الغراب قوادمه نصب مهالك كأنه أبدلها من الصروف وليس إنتصابها على البدل لأنها لا تكون من صروف الدهر في شيء ولكنها منتصبة بفعل دل عليه معنى الكلم كأنه قال قطعت مهالك لو سلكها الذئب لم تصحبه روحه لأنه يوت فيها جرعا وكذلك الغراب لا يقطعها وخص هذين لأنهما يألفان القفار والمواضع البعيدة من الناس ولهذا يقال لهما الأصرمان وإذا لم يقطعاها فغيرهما أعجز فأبصرت بدرا ل يرى البدر مثـلـه وخاطبت بحرا ل يرى العبر عائمه يقول أبصرت من سيف الدولة بدرا في الصباحة والطلقة لا يرى بدر السماء مثله مع اطلعه على الدنيا كلها وخاطبت منه بحرا لا يرى السابح فيه ساحله غضبت له لـا رأيت صـفـاتـه بل واصف والشعر تهذي طماطمه الطماطم جمع الطمطم وهو الذي لا يفصح يقول لما رأيت صفاته لا واصف لها مع كثرة طماطم الشعر يعني الشعراء الذين يدحونه فغضبت لأ جله وسبب غضبه قصور شعرائه عن بلوغ وصفه وكنت إذا يمت أرضا بـعـيدة سريت فكنت السر والليل كاته يقول كنت إذا قصدت أرضا بعيدة سريت بالليل مشتمل بالظلم كأني سر والليل يكتم ذلك السر وهذا منقول من قول البحتري ، وطيك سر لو تكلف طيه ، دجى الليل عنا لم تسعه ضمائره ، وأخذ الصاحب هذا المعنى فقال ، تشمته والليل وحف جناحه ، كأني سر والظلم ضمير ،
|
مطاح
|
|