|
|
صفحة: 107
عيش كثيرة يقابلها شح في الموارد كبير ، وبين حياة اجتماعية شديدة الحرية ظاهرا ، مكبلة عمليا بقيود العرف والعادات والتقاليد يصعب على نفس جياشة وقلب متوقد ، الالتزام بها دون صدام ، دون تمرد ، دون كلمة احتجاج أو سخرية مرة . لقد اشتهر طرفة بمعلقته التي عدت ثاني معلقات الجاهلية أهمية ... وعرف طرفة بالصورة التي أعطاها عن نفسه في هذه المعلقة ، صورة المظلوم يعتب على ظالميه من أهله ويتألم من جفوتهم ، في حين لا يريد لهم إلا الخير ، ويقدم لهم شعره وسيفه يذودان عنهم ويطعنان في أعدائهم؛ وصورة الشاب المقبل على الحياة يعب منها وكأنه مع العمر في سباق ، أو كأنه استشعر قصر العمر فأحب أن يستغل كل دقيقة قد يكون لقب بذلك تشبيها له بالشجرة المعروفة : الطرفة ، وهي واحدة الطرفاء ، من العضاه “ الأشجار الشوكية ، ” هدبها مثل هدب الأثل وليس له خشب إنما يخرج عصيا سمحة في السماء . “ لسان العرب- ] طرف ] ج : 9 ص : . ” 220 منه في استنفاد المتع .... لكن هذه الصورة تمثل جانبا واحدا من شخصية طرفة . لأن هذا الشاعر يجسد خير تجسيد عنفوان العربي وإباءه ، كما يمثل تعلقه بقومه وحفاظه عليهم واستخفافه بكل كبير وإن ملكا ، لثقته بأن قومه يصنعون الملوك وقد يهزون عرشا أو يدكون قصرا .
|
مطاح
|
|