|
|
صفحة: 159
يريد شعب بوان وهو موضع كثير الشجر والمياه يعد من جنان الدنيا كنهر الأبلة وسعد سمرقند وغوطة دمشق يقول منازل هذا المكان في المنازل كالربيع في الأزمنة يعني أنها تفضل سائر الأمكنة طيبا كما يفضل الربيع سائر الأزمنة ولــكــن الفتى الــعــربــي فـيهـا غــريــب الــوجــه والــيــد واللسان يعني بالفتى العربي نفسه يقول أني بها غريب الوجه لا أعرف وغريب اليد لأن سلاحي الرمح ويدي تستعمل الرمح وأسلحة أهلها الرايات والمزاريق فهم يستعملون هذه الأسلحة وغريب اللسان لأن لغتي العربية وهم عجم لا يفصحون ويجوز أن يريد بغربة الوجه أنه أسمر اللون وغالب الوان العرب السمرة وأهل الشعب شقر الوجوه وغريب اليد لأ نه يكتب بالعربية وهم يكتبون بالفارسية مــاعــب جــنــة لـــو ســـار فـــيـــهـــا ســلــيــمــان لــســار بــتــرجــمــان جعل الشعب لطيبه وطرب أهله ملاعب وجعل أهله جنة لشجاعتهم في الحرب والعرب إذا بالغت في مدح شيء نسبته إلى الجن كقول الشاعر ، بخيل عليها جنة عبقرية ، وأخبر أن لغتهم بعيدة عن الإفهام حتى لو أن سليمان أتاهم لاحتاج إلى من يترجم له عن لغتهم مع عمله باللغات وفهمه قول الحكل طبت فرساننا والـيل حـتـى خشيت وإن كرمن من الران يقال طباه يطبيه ويطبوه طيبا وطبوا وأطباه إذا دعاه ومنه قول كثير ،
|
مطاح
|
|