شرح ديوان المتنبي

صفحة: 143

أي هو أجل من أن يعدي بشيء ما في الناس وأن يعدي هو أيضا لأن الناس لا يغلبون مرتبة من الفضل ف لا يقدرون على أخذ أخلاقه فهو إذا لا يعدي أحد ما فيه من الأخلاق والشريعة ولذلك خالفهم فيها . يغير ألوان الليالي على الـعـدى بنشورة الرايات منصورة الند يغير على أعدائه الوان الليالي وهي مظلمة فيصيرها مشرقة ببريق سلاح عساكره التي هي منشورة الرايات منصورة الجند إذا أرتقبوا صبحا رأوا قبل ضـوئه كتائب لا يردي الصباح كما تردى الرديان ضرب من العدو والمعنى أن عساكره يأتون أعداءهم قبل الصبح ويسرعون إليهم إسراعا لا يسرعه الصبح ومبثوثة لا تتقـي بـطـلـيعة ولايحتمي منها بغور و لا ند ورأوا كتائب متفرقة في كل ناحية لا يمكنهم أن يتقوها بالطلائع و لا أن يحترزوا منها بنخفض من الأرض أو عال منها يغصن إذا ما عدن في متفـاقـد من الكثر غان بالعبيد عن الشد روى ابن جنى يغضن أي يدخلن من غاض الماء في الأرض هذا تفسيره والأولى على هذه الرواية أن يفسر يغضن بالنقصان فيقال ينقصن وغاض الماء معناه نقص وإن لم يكن نقصانه بالدخول في الأرض وروى غيره يغصن من الغوص وهو الدخول في الشيء والمتفاقد الذي يفقده بعضه بعضا لكثرتهم والتفافهم كما قال الخر ،

السابق:  |  التالي