|
|
صفحة: 313
من جبال الشام وكيف الظن بقطعها والوقت الشتاء والصيف مثل الشتاء لــبــس الــثــلــوج بــهــا عــلــى مــســالــكــي فكأنها ببياضهـا ســـــوداء لبس الشيء ولبسه إذا عماه ومنه قوله تعالى وللبسنا عليهم ما يلبسون يقول أخفى الثلوج بهذه العقاب طرقى علي فلم أهتد فيها لكثرتها وبياضها والأسود لا يهتدي فيه يقول فكأنها أسودت لما لم يهتد فيها لبياضها وكـــذا الــكــري إذا أقـــام بــبـــــلـــــدة ســال الــنــضــار بها وقـــام الــاء معنى هذا البيت متصل بالذي قبله لأنه يقول بياض الثلوج يعمى فقام مقام السواد والبياض إذا عمل عمل السواد فقد نقض العادة كذلك الكري إذا أقام ببلدة تنقض العادة فيجعل الذهب سائ لا ويجمد الماء وإنا قال هذا لأنه أتاه في الشتاء عند جمود الماء ولم يعرف أحد من فسر هذا الشعر معنى قوله وكذا الكري والتشبيه فيه واتصاله با قبله جمد القطار ولو رأتــه كما تــرى بهتت فلم تتبجـس النـواء القطار جمع قطر والأنواء منازل القمر والعرب تنسب إليها الأمطار يقولون سقينا بنوء كذا ويريد بجمود القطار الثلوج جعلها كالمطر الجامد لما لم يسل يقول لو رأته الأنواء كما ترى القطار تيرت في جوده ولم تتفتح بالثلج استعظاما لما يأتيه وخج لا من جوده ويروى كما رأى والصحيح كما ترى لأ ن القطار مؤنثة
|
مطاح
|
|