|
|
صفحة: 282
أوحدنني ووجدن حزنا واحــدا متــناهيــا فجعلنه لي صاحبــا أي أفردنني من أحب يعني الخطوب وقرنني بالحزن الذي هو واحد الأحزان وهو حزن الفراق ونصبنني غرض الرماة تصيبني محن أحد من السيوف مضاربا أظمتني الدنيا فلمـا جـئتـهـا مستسقيا مطرت على مصائبا يعني حصل له من التجربة ما يعرف به ما يأتي فيما يستقبل من الزمان فكأنه أفنى الزمان لنه لا يحدث عليه شيئا لا يعرفه ومــخــيــب الــعــذال ممــا أمـــلـــوا مــنــه ولــيــس يـــرد كــفــا خائبا ذكر الكف وأراد العضو هذا الــذي أبصرت منه حــاضــرا مثل الــذي أبصرت منه غائبا حاضرا وغائبا حال للمخاطب أو للمتنبي إذا قلت ابصرت يعني أنه حضره أو غاب عنه يرى عطاءه حيثما كان وابن جنى يجعل الحاضر والغائب حا لا للممدوح يقول حضر أو غاب فأمره في الشرف والكرم واحد وما بعد هذا البيت يدل على خلاف ما قاله وهو كالبدر من حيث التفت رأيــتــه يهدي إلى عينيك نــورا ثاقبا أي حيثما كنت ترى عطاءه كما ترى ضوء البدر حيثما كنت من البلاد كالبحر يقذف للقريب جـواهـرا جودا ويبعث للبعيد سـحـائبـا كالشمس في كبد السماء وضوءها يغشى الباد مشارقا ومغاربـا
|
مطاح
|
|