|
|
صفحة: 209
وما استغرقت وصفك في مديحي فأنقص منه شيئا بالـهـجـاء يقول لم أستوف أوصاف مدحك وأنا باستتمامها أولى مني بالأخذ في هجائك وهبني قلت هــذا الصبح لـــــيــل أيعمى الــعــالــون عــن الضياء تطيع الــاســديــن وأنـــت مـــــرء جعلت فــــداءه وهـــم فـــداءي قوله جعلت فداءه في موضع الدعاء وجعله وصفا للنكرة والوصف إذا كان جملة يجب أن يكون خبرا يحتمل الصدق والكذب من ب ين سائر أقسام الكلام ف لا يجوز الوصف به ولكنه حمله على المعنى كأنه قال وأنت امرء مستحق لأن أقول له هذا كما قال الراجز ، مازلت أسعى معهم وأختبط ، حتى إذا جاء الظلام المختلط ، جاءوا بضيح هل رأيت الذيب قط ، فجعل الاستفهام وصفا كأنه أراد جاءوا بضيح يقول رآه هل رأيت الذيب قط ومعنى البيت أنه ينكر عليه طاعته لحساده بعد أنه يدعو الله بان يجعله فداءه ويجعل الحساد فداء المتنبي وهــاجــى نفسه مــن لــم يـــــيــز كــامــي مــن كامهم الــهــراء الهراء الساقط من الكلام الذي لا خير فيه يقول ترك تييز كلامي من كلامهم هجاء منك لنفسك وإن مــن الــعــجــائــب أن تـــرانـــي فــتــعــدل بــي أقـــل مــن الهباء يقول من العجائب أن ترني وتعرفني ثم تسوي بيني وب ين خسيس أقل من اجزاء الهباء في الهواء يعني غيره من الشعراء
|
مطاح
|
|