|
|
صفحة: 173
لم يبق لي رمق اشكو هواك به ، وإنا تيشكى من به رمق ، وأيضا لو كان على ما ادعى لم يكن لعطف هذه الجملة على قوله ما الشوق مقتنعا معنى ولما عطفها عليها دل على إنها منها بسبيل وإنا يعنى لا الشوق يقتنع مني بهذا الكمد و لا الديار تقتنع مني به وت الكلام عند قوله كان الحبيب بها ثم ابتدأ فقال هذه الديار تشكو إلي وحشتها بفراق أهلها وأنا لا أشكو إلى أحد أما لجلدي أو لأني كتوم لأسراري فيكون قد نظر إلى قول القائل ، فإني مثل ما تدين وجدي ، ولكني أسر وتعلنينا ، هذا كلامه ويمكن توجيه المعنى من غير أن يتم الكلام في المصراع الأول على ما قال وهو أن يكون و لا تقنع الديار التي كان الحبيب بها يشكو إلي أي يطلعني على أمره وأنا لا افشي سري هذا على قول من روى يشكو بالياء ومن روى بالتاء فمعناه الديار الشاكية إلي بلسان الحال ما دفعت إليه من الوحشة والخلاء فتشكو أريد به الحال لا الاستقبال و لا أشكو إلى أحد لأ نه ليس به غيري ما زال كل هزي الودق ينحلـهـا والسقم ينحلني حتى حكت جسدي أراد كل سحاب هزي الودق وهو الذي لا يستمسك كأنه منهزم عن مائه يقال غيث هزي ومنهزم وأكثر ما يستعمل الهزي والمنهزم في صفة السحاب وهو الذي لرعده صوت يقال سمعت هزيمة الرع و لا يستعمل في صفة الودق ومعنى البيت من قول مخلد بن بكار الموصلي ، يا منز لا ضن بالسلام ، سقيت صوبا من الغمام ، ما ترك المزن منك إ لا ، ما ترك السقم من عظامي ، ومثله قول ابن وهب ، لبسا البلى فكأنا وجدا ، بعد الأحبة مثل ما أجد ، ومثله
|
مطاح
|
|