|
|
صفحة: 161
أياك كأنه يراك كما قال كثير ، أريد لأنسى ذكرها فكأنا ، تثل لي ليلى بكل سبيل ، وكما قال أبو نواس ، ملك تصور في القلوب مثاله فكأنه لم يخل منه مكان ، وإما لن آثاره ظاهرة بالعراق وذكره شائع بها فكان من بها يراه وهو بطرسوس وقد قصر في هذا الوجه حيث اقتصر على من بالعراق وقد استوفاه في موضع آخر فقال ، هذا الذي أبصرت منه حاضرا ، مثل الذي أبصرت منه غائبا ، يقول إذا حضرته ابصرت منه ما تبصر منه على الغيبة عنه لأن آثاره وإحسانه قد بلغ كل موضع ، يقول طرسوس بلد أنت به مقيم وذكرك سائر في البلاد كلها والمقيل القيلولة وقد يكون أسم الموضع والتعريس النزول في آخر الليل يقول ذكرك سائر أبدا لا ينزل لي لا و لا نهارا وأراد يشنأ مهموزا فابدل الهمزة ألفا وهو من شنأت أي أبغضت وهذا البيت يدل على المعنى الثاني في الذي قبله فـــإذا طلبت فــريــســة فــارقــتــه وإذا خـــــدرت تـخـذتـه عــريســا جعله كالأسد وجعل بلده كالأجمة للأسد والفريسة ما يفترسه الأسد من صيد يصيده ويقال خدر الأسد واخدر الأسد إذا غاب في الأجمة فهو خادر ومخدر وقال الراجز ، كالأسد الورد غدى من مخدره ، وقالت ليلى الأخيلية ، فتى كان أحيى من فتاة حيية ، وأشجع من ليث اردت الغزو وأن تطأ سائر الممالك فارقت بالدك كالأسد إذا طلب الصيد إني نثرت عليك درا فانتقـد كثر الدلس فاحذر التدليسا
|
مطاح
|
|