|
|
صفحة: 15
شاف يفتح الغلق ويسيغ الشرق و لا بيان عن معانيه كاشف الأستار حتى يوضعها للأسماع والأبصار فتصديت با رزقني الله تعالى من العلم ويسره لي من الفهم لافادة من قصد تعلم هذا الديوان وأراد الوقوف على مودعه من المعاني بتصنيف كتاب يسلم من التوصيل وذكر ما يستغنى عنه من الكثير بالقليل مشتمل على البيان والايضاح مبتسم عن الغرر والاوضاح يخرج من تأمله عن ظلم التخم ين إلى نور اليق ين ويقف به على المغزى المقصود والمرمى المطلوب حتى يغنيه عن هموسات المؤدب ين ووساوس المبطل ين وانتحال المتشبع ين وكذب المدع ين الذين تفضحهم شواهد الاختبار عند التحقيق والاعتبار وقدما سعيت في علم هذا الشعر سعى المجد سالكا للجدد وسبقت فيه غيري سبق الجواد إذا استولى على الأمد حتى سهلت لي حزونه وسمحت فنونه وذلت لي أبكاره وعونه وزال العمى فانهتك لي غطاء حقائقه وانشرح ما استبهم على غيري من دقائقه فنطقت فيه مبينا على إصابة ولم أجمجم القول موريا في إرابة والله تعالى المسؤول حسن التوفيق في إتامه وإسباغ ما بدأنا به من فضله وانعامه . ولد أبو الطيب أحمد بن الحس ين المتنبي بالكوفة في كندة في سنة ثلاث وثلثمائة ونشأ بالشم والبادية وقال الشعر صبيا فمن أول قوله في الصبا : أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدنـي وفرق الهجر بي الفن والوسن يقال بلي الثوب يبلى بلى وبلاء وأبلاه غيره يبليه ابلاء والاسف شدة الحزن يقال أسف يأسف أسفا فهو آسف وأسف ومعنى ابلاء
|
مطاح
|
|