|
|
صفحة: 128
الوشحات والزجال للندلس وأما أهل الندلس فلما كثر الشعر في قطرهم وتهذبت مناحيه وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية استحدث التأخرون منهم فنا منه سموه بالوشح ينظمونه أسماطا أسماطا وأغصانا أغصانا يكثرون من أعاريضا الختلفة . ويسمون التعدد منها بيتا واحدا ويلتزمون عند قوافي تلك الغصان وأوزانها متتاليا فيما بعد إلى آخر القطعة وأكثر ما تنتهى عندهم إلى سبعة أبيات . ويشتمل كل بيت على أغصان عددها بحسب الغراض والذاهب وينسبون فيها ويدحون كما يفعل في القصائد . وتاروا في ذلك إلى الغاية واستظرفة الناس جملة ا ) اصة والكافة لسهولة تناوله وقرب طريقه . وكان الخترع لها ب-زيرة الندلس مقدم بن معافرالفريري من شعراء المير عبد الله بن محمد الرواني . وأخذ ذلك عنه أبو عبد الله أحمد بن عبد ربه صاحب كتاب العقد ولم يظهر لهما مع التأخرين ذكر وكسدت موشحاتهما . فكان أول من برع في هذا الشأن عبادة القزاز شاعر العتصم بن صمادح صاحب الرية . وقد ذكر العلم البطليوسي أنه سمع أبا بكر بن زهير يقول : كل الوشاحي عيال على عبادة القزاز فيما أتفق له من قوله : بدر ت . شمس ضحا غصن نقا . مسك شم ما أت . ما أوضحا ما أورقا . ما أن ل جرم . من لا قد عشقا . قد حرم وزعموا أنة لم يسبقه وشاح من معاصريه الذين كانوا في زمن الطوائف . وذكر غير واحد من الشايخ أن أهل هذا الشأن بالندلس يذكرون أن جماعة من الوشاحي اجتمعوا في م-لس بأشبيلية و كان كل واحد منهم اصطنع موشحة وتأنق فيها فتقدم العمى الطليطلي للنشاد فلما افتتح موشحته الشهورة بقوله :
|
مطاح
|
|