|
|
صفحة: 111
ظفر بالدلول من دليله . و الظفر من أسباب اللذة كما علمت . ثم لهذه النتقالت أيضا شروط وأحكام كالقواني صيروها صناعة ، وسموها بالبيان . وهي شقيقة علم العانى الفيد لقتضى ا ( ال لنها راجعة إلى معاني التراكيب ومدلولتها . وقواني علم العاني راجعة إلى أحوال التراكيب أنفسها من حيث الدللة . واللفظ والعنى متلزمان متضايقان كما علمت . فإذا علم العاني وعلم البيان هما جزء البلغة ، وبهما كمال الفادة ، فهو مقصر عن البلغة ويلتحق عند البلغاء بأصوات ا ( يوانات الع-م وأجدر به أن ل يكون عربيا ، لن العربي هو الذي يطابق بإفادته مقتضى ا ( ال . فالبلغة على هذا هي أصل الكلم العربي وس-يته وروحه وطبيعته . ثم اعلم أنهم إذا قالوا : الكلم الطبوع فإنهم يعنون به الكلم الذي كملت طييعته وس-يته من إفادة مدلوله القصود منه ، لنه عبارة وخطاب ، ليس القصود منه النطق فقط . بل التكلم يقصد به أن يفيد سامعه ما في ضميره إفادة تامة ، ويدل به عليه دللة وثيقة . ثم يتبع تراكيب الكلم في هذه الس-ية التي له بالصالة ضروب من التحسي والتزيي ، بعد كمال الفادة وكأنها تعطيها رونق الفصاحة من تنميق الس-اع ، والوازنة بي حمل الكلم وتقسيمه بالقسام الختلفة الحكام والتورية باللفظ الشترك عن ا ) في من معانيه ، والطابقة بي التضادات ، ليقع الت-انس بي اللفاظ و العاني . فيحصل للكلم رونق ولذة في السماع وحلوة وجمال كلها زائدة على الفادة . وهذه الصنعة موجودة في الكلم الع-ز في مواضيع متعددة مثل : } والليل إذا يغشى * والنهار إذا تلى ،" ومثل : } فأما من أعطى واتقى * وصدق بالسنى ، " إلى آخر التقسيم في الية . وكذا : } فأما من طغى * وآثر ا ( ياة الدنيا ، إلى آخر الية . وكذا : هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . وأمثاله كثير . وذلك بعد كمال الفادة في أصبل هذه التراكيب قبل وقوع هذا البديع فيها . وكذا وقع في كلم الاهلية منه ، لكن عفوا من غير قصد ول تعمد . ويقال إنه وقع في شعر زهير . وأما السلميون فوقع لهم عفوا وقصدا ، وأتوا منه بالع-ائب . وأول من أحكم طريقته حبيب بن أوس والبحتري و مسلم بن الوليد ، فقد كانوا مولعي بالصنعه . ويأتون منها بالع-ب . وقيل أن أول من ذهب إلى معاناتها بشاز بن برد وابن هرمة ، وكانا آخر من يستشهد بشعره في اللسان العربي . ثم اتبعهما عمرو بن كلثوم والعتابي ومنصور النميري ومسلم بن الوليد وأبو نواس . وجاء على آثارهم حبيب والبحتري . ثم ظهر ابن العتز فختم على البدء و الصناعة أجمع . ولنذكر مثال من الطبوع ا ) الي
|
مطاح
|
|