|
|
صفحة: 103
وإعطاء حقها ولم يكتب فيها أحد قبله ول بعده مثله . قالوا : فإن استصعب عليه بعد هذا كله فليتركه إلى وقت أخر ول يكره نفسه عليه . وليكن بناء البيت على القافية من أول صوغه ونس-ه بعضها و يبني الكلم عليها إلى آخره لنه إن غفل عن بناء البيت على القافية صعب عليه وضعها في محلها . فربا تيء نافرة قلقة وإذا سمح ا ) اطر بالبيت و لم يناسب الذي عنده فليتركه إلى موضعه الليق به فإن كل بيت مستقل بنفسه ولم تبق إل الناسبة فليتخير فيها كما يشاء وليراجع شعره بعد ا ) لص منه بالتنقيح والنقد و ل يضن به على الترك إذا لم يبلغ الجادة . فإن النسان مفتون بشعره إذ هو نبات فكره واختراع قريحته ول يستعمل فيه من الكلم إل الفصح من التراكيب . وا ) الص من الضرورات اللسانية فليه-رها فإنها تنزل بالكلم عن طبقة البلغة . وقد حظر أئمة اللسان الولد من ارتكاب الضرورة إذ هو في سعة منها بالعدول عنها إلى الطريقة الثلى من اللكة . وي-تنب أيضا العقد من التراكيب جهده . وإنا يقصد منها ما كانت معانيه تسابق ألفاظه إلى الفهم . وكذلك كثرة العاني في البيت الواحد فإن فيه نوع تعقيد على الفهم . وإنا الختار منه ما كانت ألفاظه طبقا على معانيه أو أوفى منها . فإن كانت العاني كثيرة كان حشوا واستعمل الذهن بالغوص عليها فمنع الذوق عن استيفاء مدركه من البلغة . ول يكون الشعر سهل إل إذا كانت معانيه تسابق ألفاظه إلى الذهن . ولهذا كان شيوخنا رحمهم الله يعيبون شعر أبى بكر بن خفاجة شاعر شرق الندلس لكثرة معانيه وازدحامها في البيت الواحد كما كانوا يعيبون شعر التنبئ و العري بعدم النسج على الساليب العربية كما مر فكان شعرهما كلما منظوما نازل عن طبقة الشعر وا ( اكم بذلك هو الذوق . ولي-تنب الشاعر أيضا ا ( وشي من اللفاظ و القصر وكذلك السوقي البتذل بالتداول بالستعمال فإنه ينزل بالكلم عن طبقة البلغة وكذلك العاني البتذلة بالشهرة فإن الكلم ينزل بها عن البلغة أيضا فيصير مبتذل ويقرب من عدم الفادة كقولهم : النار حارة والسماء فوقنا . وبقدار ما يقرب من طبقة عدم الفادة يبعد عن رتبة البلغة إذ هما طرفان . ولهذا كان الشعر في الربانيات والنبويات قليل الجادة في الغالب ول يحذق فيه إل الفحول وفي القليل على العشر لن معانيها متداولة بي المهور فتصير مبتذلة لذلك . وإذا تعذر الشعر بعد هذا كله فليراوضه ويعاوده فإن القريحة مثل الضرع يدر بالمتراء وي-ف بالترك والهمال . وبالملة فهذه الصناعة وتعلمها مستوفى في كتاب العمدة لبن رشيق وقد ذكرنا منها ما حضرنا بحسب الهد . ومن أراد استيفاء ذلك فعليه بذلك الكتاب ففيه البغية من ذلك . وهذه نبذة كافية والله العي . وقد نظم الناس في أمر هذه الصناعة الشعرية ما ي-ب فيها . ومن أحسن ما قيل في ذلك وأظنه لبن رشيق :
|
مطاح
|
|