|
|
صفحة: 97
الفصل الرابع والمسون في أنه ل تتفق الجادة في فني النظوم والنثور معا إل للقل والسبب في ذلك أنه كما بيناه ملكة في اللسان فإذا تسبقت إلى محله ملكة أخرى قصرت بالل عن تام اللكة اللحقة . لن تام اللكات وحصولها للطبائع التي على الفطرة الولى أسهل وأيسر . وإذا تقدمتها ملكة أخرى كانت منازعة لها في الادة القابلة وعالقة عن سرعة القبول فوقعت النافاة و تعذر التمام في اللكة وهذا موجود به في اللكات الصناعية كلها على الطلق . وقد برهنا عليه في موضعه بنحو من هذا البرهان . فاعتبر مثله في اللغات فإنها ملكات اللسان وهي بنزلة الصناعة . وانظر من تقدم له شيء من الع-مة كيف يكون قاصرا في اللسان العربي أبدا . فالع-مي الذي سبقت له اللغة الفارسية ل يستولي على ملكة اللسان العربي ول يزال قاصرا فيه ولو تعلمه وعلمه . وكذا البربري والرومي . والفرني قل أن تد أحدا منهم محكما للكة اللسان العربي . وما ذلك إل لا سبق إلى ألسنتهم من ملكة اللسان الخر حتى إن طالب العلم من أهل هذه اللسن إذا طلبه بي أهل اللسان العربي جاء مقصرا في معارفه عن الغاية والتحصيل وما أوتي إل من قبل اللسان . وقد تقدم لك من قبل أن اللسن واللغات شبيهة بالصنائع . وقد تقدم لك أن الصنائع وملكاتها ل تزدحم . وأن من سبقت له إجادة في صناعة فقل أن ي-يد في أخرى أو يستولي فيها على الغاية . والله خلقكم وما تعملون .
|
مطاح
|
|