|
|
صفحة: 96
أساليب الشعر وموازينه في النثور من كثرة الش-اع والتزام التقفية وتقدي النسيب بي يدي الغراض . وصار هذا النثور إذا تأملته من باب الشعر وفنه لم يفترقا إل في الوزن . واستمر التأخرون من الكتاب على هذه الطريقة واستعملوها في الخاطبات السلطانية وقصروا الستعمال في النثور كله على هذا الفن الذي ارتضوه وخلطوا الساليب فيه وه-روا الرسل وتناسوه وخصوصا أهل الشرق . وصارت الخاطبات السلطانية لهذا العهد عند الكتاب الغفل جارية على هذا السلوب الذي أشرنا إليه وهو غير صواب من جهة البلغة لا يلحظ في تطبيق الكلم على مقتضى ا ( ال من أحوال الخاطب والخاطب . وهذا الفن النثور القفى أدخل التأخرون فيه أساليب الشعر فوجب أن تنزه الخاطبات السلطانية عنه إذ أساليب الشعر تنافيها اللوذعية وخلط الد بالهزل والطناب في الوصاف وضرب المثال وكثرة التشبيهات والستعارات حيث ل تدعو ضرورة إلى ذلك في ا ) طاب . والتزام التقفية أيضا من اللوذعة والتزيي وجلل اللك والسلطان وخطاب المهور عن اللوك بالترغيب والترهيب تنافي ذلك ويباينة . والمود في الخاطبات السلطانية الترسل وهو إطلق الكلم وإرساله من غير تس-يع إل في القل النادر . وحيث ترسله اللكة إرسال من غير تكلف له ثم إعطاء الكلم حقه في مطابقته لقتضى ا ( ال فإن القامات مختلفة ولكل مقام أسلوب يخصه من إطناب أو إي-از أو حذف أو إثبات أو تصريح أو إشارة أو كناية واستعارة . وأما إجراء الخاطبات السلطانية على هذا النحو الذي هو على أساليب الشعر فمذموم وما حمل عليه أهل العصر إل استيلء الع-مة على ألسنتهم وقصورهم لذلك عن إعطاء الكلم حقه في مطابقته لقتضى ا ( ال فع-زوا عن الكلم الرسل لبعد أمده في البلغة وانفساح خطوبه . وولعوا بهذا الس-ع يلفقون به ما نقصهم من تطبيق الكلم على القصود ومقتضى ا ( ال فيه . وي-برونه بذلك القدر من التزيي بالس-اع واللقاب البديعة ويغفلون عما سوى ذلك . وأكثر من أخذ بهذا الفن وبالغ فيه في سائر أنحاه كلمهم كتاب الشرق وشعراؤه لهذا العهد حتى إنهم ليخلون بالعراب في الكلمات والتصريف إذا دخلت لهم في تنيس أو مطابقة ل ي-تمعان معها فيرجحون ذلك الصنف من الت-نيس . ويدعون العراب ويفسدون بنية الكلمة عساها تصادف الت-نيس . فتأفل ذلك با قدمناه لك تقف على صحة ما ذكرناه . والله الوفق للصواب بنه وكرمه والله تعالى أعلم .
|
مطاح
|
|