|
|
صفحة: 76
علم الدب هذا العلم ل موضع له ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها . وإنا القصود منة عند أهل اللسان ثمرته ، وهي الجادة في فني النظوم والنثور ، على أساليب العرب ومناحيهم ، في-معون لذلك من كلم العرب ما عساه تصل به الكلمة . من شعر عالي الطبقة ، وس-ع متساو في الجادة ، ومسائل من اللغة والنحو مبثوثة أثناء ذلك ، متفرقة ، يستقري منها الناظر في الغالب معظم قواني العربية ، مع ذكر بعض من أيام العرب يفهم به ما يقع في أشعارهم منها . وكذلك ذكر الهم من النساب الشهيرة والخبار العامة . والقصود بذلك كله أن ل يخفى على الناظر فيه شيء من كلم العرب وأساليبيهم ومناحي بلغتهم إذا تصفحه لنه ل تصل اللكة من حفظه إل بعد فهمه فيحتاج إلى تقدي جميع ما يتوقف عليه فهمة . ثم إنهم إذا أرادوا حد هذا الفن قالوا : الدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارها والخذ من كل علم بطرف يريدون ألف في البدء من أهل أفريقية ابن رشيق وكتاب العمدة له مشهور . وجرى كثير من أهل أفريقية والندلس على منحاه . واعلم أن ثمرة هذا الفن إنا هي في فهم الع-از من القرآن لن إع-ازه في وفاء الدللة منه ب-ميع مقتضيات الحوال منطوقة ومفهومة وهي أعلى مراتب الكمال مع الكلم فيما يختص باللفاظ في انتقائها وجودة رصفها و تركيبها . وهذا هو الع-از الذي تقصر الفهام عن إدراكه . وإنا يدرك بغض الشيء منه من كان له ذوق بخالطة اللسان العربي وحصول ملكته فيدرك من إع-ازه على قدر ذوقه . فلهذا كانت مدارك العرب الذين سمعوة من مبلغه أعلى مقاما في ذلك لنهم فرسان الكلم و جهابذته و الذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون وأصحه . وأحوج ما يكون إلى هذا الفن الفسرون وأكثر تفاسير التقدمي غفل عنه حتى ظهر جاز الله الزمخشري ووضع كتابه في التفسير و تتبع آي القرآن بأحكام هذا الفن با يبدي البعض من إع-ازه فانفرد بهذا الفصل على جميع التفاسير لول أنه يؤيد عقائد أهل البدع عند اقتباسها من القرآن بوجوه البلغة . ولجل هذا يتحاماه كثير من أهل السنة مع وفور بضاعته من البلغة . فمن أحكم عقائد السنة وشارك في هذا الفن بعض الشاركة حتى يقتدر على الرد عليه من جنس كلمه أو يعلم أنه بدعة فيعرض عنها ول تضر في معتقده فإنه يتعي عليه النظر في هذا الكتاب للظفر بشيء من الع-از مع السلمة من البدع والهواء . والله الهادي من يشاء إلى سواء السبيل .
|
مطاح
|
|