|
|
صفحة: 32
الفصل الامس والثلثون في القاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف وإلغاء ما سواها اعلم أن العلوم البشرية خزانتها النفس النسانية با جعل الله فيها من الدراك الذي يفيدها ذلك الفكر الصل لها ذلك بالتصور للحقائق أول ، ثم بإثبات العوارض الذاتية لها أو نفيها عنها ثانيا ، إما بغير وسط أو بوسط ، حتى يستنتج الفكر بذلك مطالبه التي يعنى بإثباتها أو نفيها . فإذا استقرت من ذلك صورة علمية في الضمير فلبد من بيانها لخر : إما على وجه التعليم ، أو على وجه الفاوضة ، تصقل الفكار في تصحيحها . وذلك البيان إنا يكون بالعبارة ، وهي الكلم الركب من اللفاظ النطقية التى خلقها الله في عضو اللسان مركبة من ا ( روف ، وهي كيفيات الصوات القطعة بعضلة اللهاة واللسان ليتبي بها ضمائر التكلمي بعضهم لبعض في مخاطباتهم وهذه رتبة أولى في البيان عما في الضمائر ، وإن كان معظمها وأشرفها العلوم ، فهي شاملة لكل ما يندرج في الضمير من خبر أو إنشاء على العموم . وبعد هذه الرتبة الولى من البيان رتبة ثانية ل يؤدى بها ما في الضمير ، لن توارى أو غاب شخصه وبعد ، أو لن يأتي بعد ولم يعاصره ول لقيه . وهذا البيان منحصر في الكتابة ، وهي رقوم باليد تدل أشكالها وصورها بالتواضع على اللفاظ النطقية حروفا بحروف وكلمات بكلمات ، فصار البيان فيها على ما في الضمير بواسطة الكلم النطقي ، فلهذا كانت في الرتبة الثانية واحدا ، فسمي هذا البيان . يدل على ما في الضمائر من العلوم والعارف ، فهو أشرفها . وأهل الفنون معتنون يإيداع ما يحصل في ضمائرهم من ذلك في بطون الوراق بهذه الكتابة ، لتعلم الفائدة في حصوله للغائب والتأخر وهؤلء هم الؤلفون . والتآليف بي العوالم البشرية والم النسانية كثير ،
|
مطاح
|
|