|
|
صفحة: 30
الفصل الرابع و الثلثون في أن كثرة التآليف في العلوم عائقة عن التحصيل اعلم أنه ما أضر بالناس في تصيل العلم والوقوف على غاياته كثرة التآليف و اختلف الصطلحات في التعاليم وتعد طرقها ثم مطالبة التعلم والتلميذ باستحضار ذلك . وحينئذ يسلم له منصب التحصيل فيحتاج التعلم إلى حفظها كلها أو أكثرها ومراعاة طرقها . ول يفي عمره با كتب في صناعة واحدة إذا ترد لها فيقع القصور ولبد دون رتبة التحصيل . ويثل ذلك من شأن الفقه في الذهب الالكي بالكتب الدونة مثل وما كتب عليها من الشروحات الفقهية مثل كتاب ابن يونس واللخمي وابن بشير والتنبيهات والقدمات والبيان والتحصيل على العتبية وكذلك كتاب ابن ا ( اجب وما كتب عليه . ثم إنه يحتاج إلى تييز الطريقة القيروانية من القرطبية والبغدادية والصرية وطرق التأخرين عنهم والحاطة بذلك كله وحينئذ يسلم له منصب الفتيا وهي كلها متكررة والعنى واحد . والتعلم مطالب باستحضار جميعها وتييز ما بينها والعمر ينقضي في واحد منها . ولو اقتصر العلمون بالتعلمي على السائل الذهبية فقط لكان المر دون ذلك بكثير و كان التعليم سهل ومأخذه قريبا ولكنه داء ل يرتفع لستقرار العوائد عليه فصارت كالطبيعة التي ل يكن نقلها ول تويلها ويثل أيضا علم العربية من كتاب سيبويه وجميع ما كتب عليه وطرق البصريي والكوفيي والبغداديي والندلسيي من بعدهم وطرق التقدمي والتأخرين مثل ابن ا ( اجب وابن مالك وجميع ما كتب في ذلك كيف يطالب به التعلم و ينقضي عمره دونه ول يطمع أحد في الغاية منه إل في القليل النادر مثل ما وصل إلينا بالغرب لهذا العهد من تآليف رجل من أهل صناعة العربية من أهل مصر يعرف بابن هاشم ظهر من كلمه فيها
|
مطاح
|
|