|
|
صفحة: 15
والشتغال بها ونحن إنا عنايتنا بتحصيل اليقي فيما وراء ا ( س من الوجودات وهذه هي غاية الفكار النسانية عندهم . وأما قولهم إن السعادة في إدراك الوجودات على ما هي عليه يتلك البراهي فقول مزيف مردود وتفسيره أن النسان مركب من جزءين أحدهما جسماني والخر روحاني مترج به ولكل واحد من الزءين مدارك مختصة به والدرك فيهما واحد وهو الزء الروحاني يدرك تارة مدارك روحانية وتارة مدارك جسمانية إل أن الدارك الروحانية يدركها بذاته بغير واسطة والدارك السمانية بواسطة آلت السم من الدما / وا ( واس . وكل مدرك فله ابتهاج با يدركه . واعتبره بحال الصبى في أول مداركه السمانية التي هي بواسطة كيف يبتهج با يبصره من الضوء وبا يسمعه من الصوات فل شك أن البتهاج بالدراك الذي للنفس من ذاتها بغير واسطة يكون أشد وألذ . فالنفس الروحانية إذا شعرت بإدراكها الذي لها من ذاتها بغير واسطة حصل لها ابتهاج ولذة ل يعبر عنهما و هذا الدراك ل يحصل بنظر ول علم و إنا يحصل بكشف ح-اب ا ( س ونسيان الدارك السمانية بالملة . والتصوفة كثيرا ما يعنون بحصول هذا الدراك للنفس بحصول هذه البه-ة فيحاولون بالرياضة إماتة القوى السمانية ومداركها حتى الفكر من الدما / وليحصل للنفس إدراكها الذي لها من ذاتها عند زوال الشواغب والوانع السمانية يحصل لهم به-ة ولذة ل يعبر عنهما . وهذا الذي زعموه بتقدير صحته مسلم لهم وهو مع ذلك غير واف بقصودهم . فأما قولهم إن البراهي والدلة العقلية محصلة لهذا النوع من الدراك والبتهاج عنه فباطل كما رأيته إذ البراهي والدلة من جملة الدارك السمانية لنها بالقوى الدماغية من ا ) يال والفكر والذكر . ونحن نقول إن أول شيء نعنى به في تصيل هذا الدراك إماتة هذه القوى الدماغية كلها لنها منازعة له قادحة فيه وتد الاهر منهم عاكفا على كتاب الشفاء والشارات والن-اء وتلخيص ابن رشد للقص من تأليف أرسطو وغيره يبعثر أوراقها ويتوثق من براهينها ويلتمس هذا القسط من السعادة فيها ول يعلم أنه يستكثر بذلك من الوانع عنها . ومستندهم في ذلك ما ينقلونه عن أرسطو والفارابي وابن سينا أن من حصل له إدراك العقل الفعال واتصل به في حياته فقد حصل حظة من هذه السعادة . والعقل الفعال عندهم عبارة عن أول رتبة ينكشف عنها ا ( س من رتب الروحانيات ويحملون التصال بالعقل الفعال على الدراك العلمي وقد رأيت فساده و إنا يعني أرسطو وأصحابه بذلك التصال والدراك إدراك النفس الذي لها من ذاتها و بغير واسطة و هو ل يحصل إل بكشف ح-اب ا ( س . وأما قولهم إن البه-ة الناشئة عن هذا الدراك هي عي السعادة
|
مطاح
|
|