|
|
صفحة: 9
تبييضا محكما وطير عنه فضول الرطوبات الست-نة فيه فإنه يصير عند ذلك ماء أبيض ل ظلمة فيه ول وسخ ول تضاد . ثم اعمد إلى تلك الطبائع الول الصاعدة منه فطهرها أيضا من السواد و التضاد وكرر عليها الغسل والتصعيد حتى تلطف وترق وتصفو . فإذا فعلت ذلك فقد فتح الله عليك فابدأ بالتركيب الذي عليه مدار العمل . وذلك أن التركيب ل يكون إل بالتزويج والتعفي فأما التزويج فهو اختلط اللطيف بالغليظ وأما التعفي فهو التمشية والسحق حتى يختلط بعضه ببعض ويصير شيئا واحدا ل اختلف فيه ول نقصان بنزلة المتزاج بالاء . فعند ذلك يقوى الغليظ على إمساك اللطيف وتقوى الروح على مقابلة النار وتصبر عليها وتقوى النفس على الغوص في الجساد والدبيب فيها . وإنا وجد ذلك بعد التركيب لن السد اللول لا ازدوج بالروح مازجه ب-ميع أجزائه ودخل بعضها في بعض لتشاكلها فصار شيئا واحدا ووجب من ذلك أن يعرض للروح من الصلح والفساد والبقاء والثبوت وما يعرض لل-سد لوضع المتزاج . وكذلك النفس إذا امتزجت بهما ودخلت فيهما بخدمة التدبير اختلطت أجزاؤها ب-ميع أجزاء الخرين أعني الروح والسد وصارت هي وهما شيئا واحدا ل اختلف فيه بنزلة الزء الكلي الذي سلمت طبائعه واتفقت أجزاؤه فإذا ألقى هذا الركب السد اللول وألح عليه النار وأظهر ما فيه من الرطوبة على وجهه ذاب في السد اللول . ومن شأن الرطوبة الشتمال وتعلق النار بها فإذا أرادت النار التعلق بها منعها من التاد بالنفس مازجة الاء لها . فإن النار ل تتحد بالدهن حتى يكون خالصا . وكذلك الاء من شأنه النفور من النار . فإذا أ ( ت عليه النار وأرادت تطييره حبسه السد اليابس المازج له في جوفه فمنعه من الطيران فكان السد علة لمساك الاء والاء علة لبقاه الدهن و الدهن علة لثبات الصبغ والصبغ علة لظهور الدهن واظهار الدهنية في الشياء الظلمة التي ل نور لها ول حياة فيها . فهذا هو السد الستقيم وهكذا يكون العمل . وهذه التصفية التي سألت عنها وهي التي سمتها ا ( كماء بيضة وإياها يعنون ل بيضة الدجاج واعلم أن ا ( كماء لم تسميها بهذا السم لغير معنى بل أشبهتها . ولقد سألت مسلمة عن ذلك يوما وليس عنده غيري فقلت له : أيها ا ( كيم الفاضل أخبرني لي شيء سمت ا ( كماء مركب ا ( يوان بيضة؟ اختيارا منهم لذلك أم لعنى دعاهم إليه ؟ فقال : بل لعنى غامض فقلت أيها ا ( كيم وما ظهر لهم من ذلك من النفعة والستدلل على الصناعة حتى شبهوها وسموها بيضة؟ فقال : لشبهها وقرابتها من الركب ففكر فيه فإنه سيظهر لك معناه . فبقيت بي يديه مفكرا ل أقدر على الوصول إلى معناه . فلما رأى ما بي من الفكر وأن نفسي قد مضت فيها أخذ بعضدي و هزني هزة خفيفة وقال لي : يا أبا بكر ذلك
|
مطاح
|
|